وفاة نور الدين زنكي والتحرُّك لبلاد الشام
وفاة نور الدين زنكي والتحرُّك لبلاد الشام
لما بلغ صلاح الدين خبر وفاة نور الدين زنكي وتولية ابنه الصالح إسماعيل الذي كان طفلًا صغيرًا، رأى أن ابن “نور الدين” لا يصلح للمُلك في ظل الظروف الحالية، وقرر التحرك لبلاد الشام لضمها إلى مصر تحت حُكمِه، فاستطاع دخول دمشق بالتسليم، وأناب أخاه سيف الإسلام عليها.
وقرر صلاح الدين متابعة المسير، فسيطر على حماة بسهولة، ثم اتجه إلى حلب، وقد كان فيها الصالح إسماعيل والوصي عليه “سعد الدولة كمشتكين” وقد رفضوا التسليم، فأجَّل دخولها بعدما علم أن سيف الدين صاحب الموصل قد جهز جيشًا للقائه، وهزمه صلاح الدين وضم أراضي كفر طاب وبادين له، والتقى الجيشان مرتين، انتصر فيهما صلاح الدين، واعتُبرت المعركة بينهما آخر المعارك بين الزنكيين والأيوبيين.
أتبع صلاح الدين مهمته بالسيطرة على حصون بزاعة ومنبج وأعزاز، لكنه لم يستطع دخول حلب، فتمكن من فرض هدنة مع الصالح إسماعيل ووصيه كمشتكين تقضي باحتفاظهم بحلب مقابل اعترافهم بسلطانه على كل الأراضي التي سيطر عليها.
وأُعلن صلاح الدين ملكًا على البلاد التي افتتحها، وأخذ لقب “الملك الناصر”، وضُربت العملات باسمه، وتزوج من أرملة نور الدين زنكي “عصمة الدين خاتون”، وقد أصبحت سيادته ذات شرعية بعدما أسند إليه الخليفة العباسي السلطة على مصر والحجاز والشام، واستمر بضمِّ البلاد إليه، حيث ضم آمد وقلعة سنجار، وأقنع الخليفة بالموافقة على ضم الموصل إليه بعدما رفض قادتها الصلح.
الفكرة من كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
حينما نتذكر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، يتوقف وعينا عنه عند لحظة انتصاره في معركة حطين واسترداد القدس فقط، ولا ندري أن بداية الصراعات قد بدأت بعد ذلك، بل يرى بعض المؤرخين أنَّ ما حل بعد ذلك لا يقل أهمية عن صعودِه وتوحيده بلاد مصر والشام لاسترداد القدس.
وفي هذا الكتاب الذي يُعدُّ مرجعًا تاريخيًّا لأحد الذين عاصروا صلاح الدين وكانوا قريبين منه، يركز الكاتب على فترة صعود الملك الناصر وفتوحاته ومعاركه، حتى ندرك أن حياته ما كانت إلا للجهاد.
مؤلف كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
أبو المحاسن بهاء بن شداد (1145- 1284): قاضٍ ومؤرخ مسلم، عاصر صلاح الدين الأيوبي ومعاركه، وكان أحد مستشاريه الرئيسيين، عُرف عنه صدق مؤرخاته، ونال ثقة العلماء والمؤرخين.
له العديد من المؤلفات والكتب أهمها:
فضائل الجهاد.
الموجز الباهر.
البراهين على الأحكام.
ملجأ القضاة من غموض الأحكام.