وظيفة الصداقة
وظيفة الصداقة
إن فقدان الصداقة المناسبة يتسبَّب في عواقب نفسية واجتماعية للشخص، حيث إن الصداقة من العوامل المؤثرة نفسيًّا في حياة الجميع وبخاصَّةٍ في مرحلة الطفولة والمراهقة، فالأشخاص الذين يفتقدون الأصدقاء يكونون أكثر عرضة للاكتئاب والقلق ومشاكل الخجل الشديد، وربما سيفتقدون مهارة التفاعل مع الآخرين وسيغيب عنهم مفهوم حسن التصرُّف، لذا فالصداقة تُعد ذات وظائف جيِّدة ومثمرة في حياة الشخص، وأهم وظيفتين للصداقة أنها تخفِّف مشاعر الوحدة وتسهم في عملية التنشئة الاجتماعية، فالشعور بالوحدة ينتج عن افتقاد العدد المناسب من الأصدقاء أو النوعية الملائمة لمزاج الشخص، فنحن بطبيعتنا البشرية نحتاج إلى التفاعل الاجتماعي وتزيد حاجتنا إلى ذلك عند التعرُّض لمشقة أو الشعور بالخوف والرهبة.
هناك أسلوب يُسمَّى “الإفصاح عن الذات”، ويُسهم بشكل كبير في خفض مشاعر الوحدة، من خلال الحديث عن أدق تفاصيل الحياة الشخصية مع أحدهم بشرط أن يتسم كِلا الطرفين بالحب والإخلاص والثقة.
كذلك من وسائل تخفيف أحاسيس الضيق والألم “مشاركة الميول والاهتمامات الشخصية”، حيث يؤدي ذلك إلى استثارة مشاعر المرح والتسلية.
أمَّا من ناحية التنشئة الاجتماعية السليمة فإن الصداقة تُيسِّر للشخص اكتساب مهارات وقدرات شخصية مرغوب فيها، مثل التخاطب الناجح وتحسين المستوى الدراسيلدى الأطفال.
وتؤكد البحوث النفسية أن مناخ الصداقة يتميَّز بأمور فريدة من نوعها، حيث إن الصداقة تحقِّق أكبر قدر من السعادة والتوافق والإمتاع.
الفكرة من كتاب الصداقة من منظور علم النفس
تحظى الصداقة باهتمام كبير في المجتمع، فالصداقة هي مصدر الدفء في حياتنا ولها تأثير نفسي فينا منذ الصغر، وعلاقة الصداقة تتميَّز عن أي علاقة أخرى، حيث إنها مصدر من مصادر الأمان الحقيقي للشخص منذ طفولته وحتى الشيخوخة، كما أنها قائمة على التفاهم والتقبُّل التام، أي : أنا أُحبُّك لأنك صديقي هكذا بكل ما بك!
مؤلف كتاب الصداقة من منظور علم النفس
الدكتور أسامة سعد أبو سريع: أستاذ مُساعد بقسم علم النفس في جامعة القاهرة، وهو مصري الجنسية ولد في محافظة الجيزة بتاريخ 25 /6 عام 1957، وله العديد من الأوراق العلمية المنشورة والمحاضرات والبرامج التدريبية، فضلًا عن نشاطاته المتعددة في خدمة المجتمع.
من أهم مؤلفاته: “دليل الباحثين إلى المفاهيم النفسية في التراث”، و”علم النفس الاجتماعي”، و”معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية”.