وظيفة الأم
وظيفة الأم
إنّ حضن الأم هو مصدر أمان الطفل، فإذا لم يجد هذا الحضن الحنون كيف له أن ينمو طبيعيًّا؟
وهذا لا يعني أن تُفرط الأم في مراقبة ولدها ورعايته إلى أن يصبح اتّكاليًّا مغرورًا أو ضعيف الشخصية عصبي المزاج، إذ إن العناية والمراقبة تولّدان الطمأنينة ولكن إن زادتا عن حدّيهما انقلبتا إلى الضدّ، وهنا تكمن أهمّية الموازنة بين العاطفة والحزم.
يولد الطفل في الحياة وهو لايعرف شيئًا، ولايدرك أي شيء، إلا أن أمه هي دليله وحبها هو أمانه، وبعض الدراسات قد أشارت إلى أن حبّ الأم لطفلها قد يعالجه من المرض، ويزرع في قلبه البسالة والشجاعة، إلا أن هناك عادات خاطئة في الحب، مثل توجيه الاهتمام للطعام والملابس وشؤون الطفل ومظهره أكثر من توجيهه إليه هو ذاتيًّا، أو قيام الحب على المقارنة بينه وبين الآخرين، فإذا قيل إن فلانًا أفضل منك فسوف يشعر بالحزن والعار، وإذا قيل أنت أذكى وأفضل من فلان فربما يصاب بالغرور والمبالغة في حبّ الذات.
إن الأم من وجهة نظر طفلها إنسانة منضبطة مفعمة بالمحبة، فإن قصّرت في هذا الجانب حصل لديه الخلل، وإذا ما انفصلت عنه حزن وضعف جسده وأصبحت نفسيته هشّة، فالحرمان العاطفي يؤدي إلى اختلالات جسدية ونفسية وانحرافات في الأخلاق، فالطفل بحاجة إلى ملجأ كلما وقعت له مشكلة، ويحتاج إلى إجابة كلما خطر بباله سؤال، ويحتاج إلى من يدافع عنه كلما وقع في المشاجرات، بل إنه أيضًا يحتاج إلى أن ينام وهو مطمئن أنها بجواره، وكل هذا يحميه من أن ينشأ طفلًا مضطربًا وضعيفًا.
فوالدته هي التي توسّع آفاقه للدنيا وتجعله أرحب في تقبّل الحياة، لأنه يستعير نظرته إلى الوجود من والدته، ويتضاعف هذا التأثير عند الفتاة لأن البنت يومًا ما ستسير في نفس الطريق الذي سلكته والدتها، لذا نقول إن على كلّ أمّ أن تصبح على وعي بما تفعله.
الفكرة من كتاب دور الأم في التربية
الأم هي أساس البيت، فعلاقتها بزوجها وأطفالها تضفي على البيت قدرًا لا يُستهان به من الأمان والطمأنينة، ووجودها هو الذي يمنحهم الدفء والسلامة النفسيّة، وفي هذا الكتاب رحلة سريعة وجميلة لأهم وأدق تفاصيل الأمومة والتربية السويّة للأبناء.
مؤلف كتاب دور الأم في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.