وظائف اللغة
وظائف اللغة
تُعد اللغة أرقى ما لدى الإنسان من مصادر القوة والتفرد، فالإنسان وحده قادر على ترجمة أفكاره ومشاعره إلى ألفاظ وعبارات مفهومة لدى أبناء مجتمعه، ومن ثمَّ تعتبر لغة البشر من أعقد مظاهر السلوك، ومع ذلك فإننا نجد أي طفل في أي مجتمع قادرًا على اكتساب اللغة التي يتحدث بها مجتمعه في فترة وجيزة وبسهوله ويسر، لذلك فإن من الخصائص التي تميّز اللغة الإنسانية أنها تتسع لتعبير الإنسان عن تجاربه وخبراته، وتعميم الإنسان الألفاظ التي يستخدمها في الإشارة إلي أشياء متشابهة، كما أنها لغة محكومة بقواعد يفرضها عليه مجتمعه، كما يستطيع الإنسان أن يستبدل كلمة مكان كلمة في منطوق معين إذا تغير الموقف، إضافة إلى ذلك فإن الإنسان يكتسب لغته من المجتمع الذي يعيش فيه، ومن ثمَّ فإن اللغة هي أساس الحضارة البشرية.
ومن أهم وظائف اللغة، “الوظيفة النفعية” التي تسمح للمستخدمين منذ طفولتهم أن يعبروا عن رغباتهم وما يريدون الحصول عليه من البيئة المحيطة، و”الوظيفة التنظيمية” إذ يستطيع الفرد من خلال اللغة أن يتحكم في سلوك الآخرين كنوع من أنواع الطلب أو الأمر لتنفيذ المطالب أو النهي عن بعض الأفعال، و”الوظيفة التفاعلية” فاللغة تستخدم للتفاعل مع الآخرين في العالم الاجتماعي باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي، و”الوظيفة الشخصية” فمن خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن مشاعره وميوله واتجاهاته نحو موضوعات كثيرة، و”الوظيفة الاستكشافية” فبعد أن يبدأ الفرد في تمييز ذاته عن البيئة المحيطة به يستخدم اللغة لفهم هذه البيئة، و”الوظيفة التخيلية” إذ تسمح اللغة بالهروب من الواقع عن طريق وسيلة من صنعه، كالأشعار التي تعكس انفعالاته وأحاسيسه، إضافة إلى “الوظيفة الإعلامية” فمن خلال اللغة يستطيع الفرد أن ينقل معلومات جديدة ومتنوعة إلي أقرانه والأجيال القادمة، و”الوظيفة الرمزية” إذ يرى البعض أن اللغة تخدم كوظيفة رمزية، لأنه يمكن استخدامها للإشارة إلى الموجودات في العالم الخارجي.
وقد ذهب علماء النفس الروس إلى أن اللغة والتفكير مرتبطان بالطفولة، فالطفل عندما يفكر فهو يتكلم في الوقت نفسه، ولكن في الرشد يتحرر الإنسان من استجابات الكلام الصريحة والضمنية، ومن ثمَّ فإن الارتقاء المعرفي يتم أولًا ثم الارتقاء اللغوي، وتوجد زاويتان تربطان اللغة بالتفكير وهما: زاوية الأفكار، وزاوية الاتجاهات الفكرية، فالأفكار يتم التعبير عنها بالألفاظ، بينما يتم التعبير عن الاتجاهات الفكرية بالتعبيرات اللغوية المختلفة.
الفكرة من كتاب الهندسة النفسية: في إدارة الجسد وتشكيل الشخصية
يُبين الكاتب أن البشر على مدار التاريخ تجنبوا أن يربطوا بقاءهم بأسلوب حياة معين ومحدد، فلا يوجد سلوك خاص يشترك فيه الجميع، وذلك بفضل الدماغ الإنساني الذي يجعل الإنسان يتكيف مع المتغيرات الطارئة، إضافة إلى أن المهارات والصفات التي ترسم معالم شخصية الفرد هي مميزات إنسانية تظهر من خلال الاختلاط والتعايش والتعلم من الآخرين،
واستعرض أيضًا نظرة الفلاسفة إلى النفس البشرية، وتطرق إلى وظائف خلايا الجسم البشري، وأوضح الأنماط والنظريات الخاصة بالشخصية، ووظائف اللغة البشرية، وعلم الفراسة والانفعالات، ومن خلال ذلك وصل إلى أن الإنسان وحدة تجمع بين الجسد والنفس ولكل طرف قوته الفاعلة والمؤثرة في الطرف الآخر والمكملة له.
مؤلف كتاب الهندسة النفسية: في إدارة الجسد وتشكيل الشخصية
أنس شكشك: هو كاتب ومؤلف، وأستاذ محاضر في كلية التربية بجامعة حلب بسوريا، ومن مؤلفاته:
العلاج السلوكي بالبرمجة اللغوية العصبية.
فلسفة الحياة.
الأمراض النفسية والعلاج النفسي.
الذكاء أنواعه واختباراته.