وطن الآباء وأرض الوطن
وطن الآباء وأرض الوطن
يُقصد بوطن الآباء الارتباط البيولوجي بإقليم محدد، أما مصطلح أرض الوطن فيشير إلى السكن العائلي ومنطقة هذا السكن التي تم فيها استقبال الطفل وتربيته ووصوله إلى مرحلة النضج، ويوجد ارتباط وثيق بين النسب العائلي والنسب الإقليمي من حيث انتقال التراث الثقافي من أحد الأجيال إلى الجيل الذي يأتي بعده نتيجة للانتماء إلى إقليم معين، ويكمن الاتفاق بين الارتباط البيولوجي والارتباط الإقليمي في أن القدرة الأبوية هي القادرة على توليد الحياة والإعالة، ومشتركة مع تمثِّله الأرض كمصدر للثمار والمنتجات الزراعية.
وأبناء الأمة الحديثة ينظرون إلى الوطن على أنه المحيط المكاني للتفاعل العشوائي بين الأفراد مع الاحتفاظ بروح الأجيال الماضية تحت ما يسمى بالتقاليد التي تعمل على تشكيل سلوك المنتمين إلى تلك الثقافة مع إضفاء معنى على ذلك السلوك، وحدود أي إقليم لا تمثل فقط الحدود الجغرافية لذلك المكان، بل أيضًا تشير إلى التقاليد التي انتقلت من جيل إلى آخر والتي تظهر بمرور الزمان من خلال الممارسات والمؤسسات الاجتماعية كالاحتفال بيوم استقلال أمة ما، ولا يتعيَّن النظر إلى ذلك التراث الثقافي على أنه شيء خارج عن الفرد، بل على أنه جزء من الصورة التي يكونها المرء لنفسه وللآخرين ممن يتصل بهم المرء بسبب تلك التقاليد المرتبطة بالإقليم، إلا أن الأرض هي أيضًا يُنظَر إليها باعتبارها مُكمِّلة لحياة الفرد ولحياة أسرته، حيث يوجد لهم بيت، ومُكمِّلة للمجتمع الأكبر الذي يُعد الفرد عضوًا فيه.
أما الانتماء بالدم إلى الإقليم فيُعبر عنه بمصطلح وطن الآباء، وهو تعبير مجازي عن النسب البيولوجي للمكان، ومما يميز الأمة بروزُ هذه القرابة المعتبرة والمحدَّدة إقليميًّا على حساب نظرة شاملة، ممتدة إقليميًّا لحياة متحضِّرة، تنشأ مع نشأة الإمبراطوريات، كما حدث مع نشأة الإمبراطورية الرومانية، ويشكِّل العمق الزمني عنصرًا مهمًّا في تحديد العلاقة بالأسلاف ومن كانوا مسؤولين عن نشأة الإقليم، حيث توجد علاقة معتبرة بين أعضاء الأمة الحاليين وأعضاء المجتمعات السابقة، ويمكن الاختلاف فيما بينهم في كثير من العادات والقوانين والديانات التي اتبعها الأسلاف.
الفكرة من كتاب القومية.. مقدمة قصيرة جدًّا
يعدُّ فهم فكرة القومية أمرًا محوريًّا من أجل فهم العديد من الصراعات الاجتماعية والنزاعات السياسية التي تسيطر على عالمنا اليوم.
يستعرض المؤلف عبر كتابه هذا مفهوم الأمة وعلاقتها بالدين والتاريخ، مناقشًا أسباب انقسام البشر أنفسهم إلى فئات من العلاقات المحدودة بدلًا من العلاقات العالمية، ولماذا تحظى فكرة الانتماء إلى أمة ما بأهمية كبيرة لدى الشعوب؟
مؤلف كتاب القومية.. مقدمة قصيرة جدًّا
ستيفن جروزبي (Steven Grosby): أستاذ الأديان في جامعة كليمسون بولاية كارولاينا الجنوبية، من أعماله: “أفكار إنجيلية عن القومية: من الماضي والحاضر”، كما شارك في تحرير كتاب “الجنسية والقومية”.