وضوح الهدف
وضوح الهدف
عندما يكون الهدف واضحًا، يصبح الطريق أقصر بكثير، عندما وضع جون كينيدي عام 1960 هدفًا لأمريكا أن تُنزل إنسانًا على القمر قبل انتهاء عقد من الزمان، تكاتف الشعب الأمريكي ليحقِّق الهدف الذي تحوَّل إلى هدف أمة بأكملها، يحكي أحد الصحفيين أنه عند زيارته لوكالة ناسا أن الجميع كانوا يعملون بجد وتركيز وهمَّة، حتى عامل النظافة فسأله عن سرِّ ذلك فأجابه: “أنا أساعد على إرسال أول رجل إلى القمر!”.
ولأمَّتنا الإسلامية في ذلك السبق عندما أقبل ربعي بن عامر على رستم فأخبره أننا جئنا لنخرج من شاء الله من عبادة العباد إلى عبادة الله، فمن قبل ذلك منَّا قبلناه منه، ومن أبى قاتلناه حتى نفضي لموعود الله، فسأله رستم وما موعود الله؟ فقال: “الجنة لمن مات منَّا على قتال من أبى، والظفر لمن بقي”، بكل وضوح وقوة عزم يرى الجزاء عين اليقين.
الأهداف الواضحة العظيمة كفيلة بطرد الكسل وشحذ الهمم، ومن لم يكن هدفه واضحًا فقد أسلم نفسه للشيطان يوجِّهه كيف يشاء، وينبغي أن يتنبَّه الناس لئلا يقعوا في فخِّ تحوُّل الوسيلة إلى هدف، فهل تقرأ الكتاب لتكون قارئًا وحسب؟ أم تبتغي منه العلم النافع والعمل به وتعليمه والزيادة في الإيمان؟ فالوسائل التي لا توصلك إلى الهدف ينبغي أن تتم مراجعتها، وينبغي مراعاة التوازن في الأهداف، فلا يقصر المرء في عبادته لحساب عمله، ولا في كسب قوت أولاده للتفرُّغ للعبادة، وكذا ينبغي أن يكون الهدف مرنًا غير جامد لئلا يتحوَّل إلى عبء فيُترك.
الفكرة من كتاب الحرب على الكسل
الكسل هو التثاقل عن الأشياء المهمة، وهو داء يجر الوبال على صاحبه، إذ لا يأخذ من دنيا المرء فقط، بل من دنياه وآخرته كليهما، وكلما ازداد المرء كسلًا، أصابه الفراغ والتبلُّد، يقول الإمام الراغب: “من تعطَّل وتبطَّل انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى، لأن الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية، فكل عضو تُرِك استعماله يبطل، وكما أن البدن يتعوَّد الرفاهية بالكسل، كذلك النفس بترك النظر والتفكُّر تتبلَّد وتتبلَّه، وترجع إلى رتبة البهائم”.
مؤلف كتاب الحرب على الكسل
خالد أبو شادي: طبيب صيدلي وداعية إسلامي، ولد في مصر عام 1973، درس في الكويت ثم أكمل دراسته الجامعية بالقاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية متميزة، وعُرف بعنايته بتزكية القلوب والجانب الإيماني، ويتميَّز أسلوبه بالسهولة والقرب لكثير من الشباب.
من مؤلفاته: “أول مرة أصلي”، و”ونَطق الحجاب”، و”صفقات رابحة” و”بأي قلب نلقاه”، و”هبِّي يا رياح الإيمان”، وله برنامج تلفزيوني بعنوان “وتستمر المعركة”.