وضع الأولويات
وضع الأولويات
قبل قدوم الطفل كانت حياة الزوجين مليئة بالحرية، ولكن بعد قدومه أصبحت حياتهما مقيدة والحرية محدودة، إذ يتجه الزوجان لصب اهتمامهما بطفلهما وجعله الأولوية القصوى لديهما بل الوحيدة، ويؤثر ذلك في علاقتهما الزوجية بعمد أو دون عمد إلى حد الإهمال، وهذا الإهمال قد يصل بهما إلى حد الخلافات التي تُنشئ النزاعات وتزعزع قوة العلاقة، ورغم أن كل هذه النزاعات تكون من أجل أولوية الطفل فإن الأذى يلحق به لا محالة، وخصوصًا لو تفاقمت هذه النزاعات إلى حد لا يتحمله أحد الزوجين فيُطرح حل الطلاق الذي له تأثير مدمر في الطفل، إذ أظهرت دراسات بحوث علم الاجتماع “أن أفضل بيئة ينشأ فيها الطفل هي البيئة التي يخلقها أبوان متحابان”.
ومن هنا سنبدأ بطرح المحور الأول في طريق إصلاح الحياة الزوجية ومن أجل الأبناء بالتوازي، وهو وضع الأولويات، فعندما يعاني الزوجان من مشكلة تعلقهما الشديد بالأولاد لدرجة ألا يصبح لدى كل منهما وقتًا لنفسه أو للآخر، يكون السبب هو عدم ترتيب الأولويات، وبالوقت نفسه نحن لا ندعو إلى الأنانية والتقصير في حق الأبناء.
ولكن السر يكمن في ضرورة جعل الحياة الزوجية أولوية أيضًا جنبًا إلى جنب مع أولوية رعاية الأبناء، وذلك بأن تكون للوالدين حياة منفصلة عن أولادهما، بهدف قضاء وقت حسن يجدّدان به طاقتيهما ويساعدهما على ممارسة مهمتهما التربوية.
ولوضع الحياة الزوجية أولوية ضمن الأولويات نحتاج إلى التوقف وتقييم العلاقة الزوجية في الوقت الحالي، ويمكننا الاستعانة بكتاب المؤلف “فصول الزواج الأربعة” لفهم مراحل الزواج وتحديد في أي مرحلة نحن.
فأول مرحلة يمر بها الزواج هي مرحلة الربيع، حيث البدايات الجديدة، والمشاعر التي يصادفها الزوجان من حب وثقة وفرح، ومن ثم ننتقل إلى الفصل الثاني وهو فصل الصيف حيث ينشأ بين الزوجين شعور بالأمان والمساندة والترابط، وفي فصل الخريف تبدأ التغيرات غير المرغوبة، ومشاعر عدم الثقة والحزن والقلق، وأخيرًا فصل الشتاء وهو أكثر الفصول قساوة على الأزواج وفيه يشعران بخيبة الأمل والانعزال.
فإذا وجد الأزواج أنفسهم بفصل الخريف أو الشتاء، فهم بحاجة إلى جعل الزواج أولوية، وبحاجة إلى العودة إلى فصلي الصيف أو الربيع.
الفكرة من كتاب ماذا بعد الآن؟..دليل تشابمان للحياة الزوجيّة بعد إنجاب الأولاد
حلم كل زوج وزوجة أن يحظيا بزواج سعيد، وأن يكونا أسرة مستقرة، ولكن ماذا بعد؟ عندما يصبح لدى الزوجين فرد جديد بالأسرة، مما يضعهما بمرحلة جديدة من زواجهما تختلف عن سابقتها وتحتاج إلى لون جديد من المسؤولية.
بل هي مرحلة فارقة تحدد مصير الزواج برمته، هل سيكون سعيدًا أم لا؟ هل سيتحول الزوجان إلى أبوين فقط مهمتهما تربية الأولاد وحسب، وتنطفئ العاطفة بينهما ويخمد الحب وتصل الأمور إلى الطلاق؟
لذلك سيساعدنا الكاتب تشابمان على حل هذه المشكلة ومعرفة أسبابها بخطوات عملية، لتحقيق المعادلة الصعبة بين أن نكون أزواجًا سعداء وفي الوقت نفسه آباء صالحين.
مؤلف كتاب ماذا بعد الآن؟..دليل تشابمان للحياة الزوجيّة بعد إنجاب الأولاد
جاري تشابمان| Gary Chapman: كاتب ومؤلف ومحاضر أمريكي شهير، من مواليد 1938، حاصل على ليسانس الآداب، وماجستير في العلوم الدينية، ودكتوراه في الفلسفة.
يدير مؤسسة استشارية لتقديم النصائح والاستشارات العائلية والزوجية، ويقدِّم برنامجًا إذاعيًّا بعنوان “love language minute”، وآخر بعنوان “Building Relationships with Dr Gary Chapman” الذي يُذاع عبر أكثر من 100 محطَّةٍ إذاعيَّة.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
لغات الحب الخمس.
نحو زواج أفضل.. إقامة علاقة المحبَّة التي تحلم بها.
كنت أودُّ أن أعرف هذا قبل أن أتزوَّج.
علاقات الزوجين ببيت الحما.
معلومات عن المُترجم:
عصام داود خوري: ترجم العديد من الكُتب مثل: “تحسينات في المنزل”، “القاعدة الأولى، لا تتقيد بالقواعد: ما يقوم به أعظم مديري العالم بأسلوب مختلف”، “52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك”.