وصول القهوة إلى أوربا

وصول القهوة إلى أوربا
في إيطاليا يُعتقد أن البنادقة هم من أحضروا القهوة معهم من بلاد الشام، كما وفرت السلطة الحاكمة في البندقية الإقامة للتجار الأتراك، ويغلب الظن أنهم شَربوا القهوة هناك، والبندقية هي المكان الأول الذي شَرِب الإيطاليون فيه القهوة، وهي أول منطقة استوردت حبوب البن، وكانت القهوة في البداية غالية الثمن، واستخدمت لأهداف طبية وبِيعت في الصيدليات، ثم باعها بائعو عصير الليمون، وفي عام ١٦٤٥م انتشرت القهوة في جميع أنحاء إيطاليا، واستقبلت مقاهي البندقية جميع الأشخاص بمختلف طبقاتهم ومكاناتهم بما فيهم النساء، وكان لمقهى «بيدروتشي» دورًا فعالًا في أثناء ثورة ١٨٤٨ ضد حكم «آل هابسبورج | Habsburg»

وفي فرنسا وصلت القهوة بإسهامات ثلاثة رحالة وَثَّقوا رحلاتهم، وهم: «بابتيست تافيرنييه | Baptiste Tavernier» و«جان دي ثيفينوت | Jean de Thévenot» و«فرانسوا بيرنييه | François Bernier»، وفي عام ١٦٤٤م أحضر التاجر الفرنسي «بيير دي لا روكي» القهوة إلى «مرسيليا» والأدوات المستخدمة في إعدادها من تركيا، وأعقب ذلك اعتياد الناس القهوة، وفي عام ١٦٦٠م جلب تجار «مرسيليا» القهوة من بلاد الشام، ثم استوردت القهوة للتجارة من مصر، وفي عام ١٦٧٢ افتتح «باسكوا روزي» كشك قهوة في حي «سان جيرمان»، وتَبِعَ ذلك شُرب الناس القهوة في المقاطعات الفرنسية كما أعدُّوها في منازلهم. وفي سنة ١٦٧٣م شاعت مشروبات كحولية جديدة، مما دفع القائمين على المقاهي الباريسية إلى تغيير أعمالهم لاستقطاب الأثرياء، فقدموا الكحوليات بشكل أساسي ولم تُخصَّص المقاهي لبيع القهوة فقط، فجمعت بين المقهى والحانة، ومن ثم انتشر هذا النموذج في الدول الأوربية.
وفي هولندا اتَّجر الهولنديون مع الشرق والبندقية فعَرَفوا القهوة مبكرًا، وزرعوا البن في مستعمراتهم، وسيطروا على قدر كبير من تجارة البن المربحة من خلال شركة الهند الشرقية الهولندية، وقد جُلِبَت القهوة من مدينة «المَخَا» اليمنية إلى هولندا سنة ١٦١٦م بواسطة التاجر الهولندي «بيتر فان دن بروك»، وفي سنة ١٦٥٨م زرع الهولنديون البن في جزيرة «سيلان» بعدما طردوا البرتغاليين، وقد سبقهم العرب في إدخال القهوة إلى الجزيرة سنة ١٥٠٥م قبل دخول البرتغاليين، وفي سنة ١٦٩٠م زرع الهولنديون البن زراعة تجارية، وفي «جافا» انتشرت زراعة البن سنة ١٦٩٩م، وأصبحت أساس تجارة البن المربحة في جزر الهند الشرقية الهولندية، وفي سنة ١٧٠٦ دخلت الشحنة الأولى من بن «باتافيا» إلى «أمستردام» واشتقت منه أغلب نباتات البن في جزر الهند الغربية والأميركتَيْن.
الفكرة من كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
القهوة هي المشروب المفضل لدى كثيرين، واحتساؤها جزء أساسي من يومهم، وتتعدد أنواعها وطرائق إعدادها، ولكل محتسٍ لمسته الخاصة، لكن هل تعلم أن العرب لهم الفضل في اكتشاف هذا المشروب الرائع؟ وأن القهوة تجاوزت كونها مشروبًا لتؤثر تأثيرًا بالغًا في السياسة والاقتصاد والأدب والمجتمع؟ اصطحب قهوتك ولنطّلع على تاريخ القهوة من المنشأ حتى القرن الحادي والعشرين.
مؤلف كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
جوردون كير: ولد في مدينة «إيست كيلبرايد الإسكتلندية الجديدة»، وتخرج في جامعة «جلاسكو»، ثم انتقل إلى فرنسا، وبعد ذلك عَمِل في لندن في تجارة النبيذ، ثم في مجال التسويق لبيع الكتب والنشر، ثم أصبح كاتبًا متفرغًا، أَلَّف أعمالًا كثيرة في مجالات متنوعة، من ضمنها الفن والتاريخ والجريمة الحقيقية والسفر والفكاهة، ومن تلك الأعمال: كتاب: «A Short History of the Middle East: From Ancient Empires to Islamic State» وكتاب: «Mafia Men: Hoodwinkers, suckers and scams» ورواية: «The Partisan Heart»
معلومات عن المترجم:
منتدى فايز علمي: مترجم متميز، من ترجماته:
قبل أن تبرد القهوة.
لماذا نأكل كثيرًا؟