وصول الجنرال فون غريم وخيانة هملر
وصول الجنرال فون غريم وخيانة هملر
يتحدث الكاتب عن الوضع في ألمانيا بشكل عام، فيذكر أنه في أقل من شهرين تضاءلت المسافة بين جيوش الشرق والغرب القائمة بعملية التطويق من خمسمائة كيلومتر إلى مائة كيلومتر، وبعد ذلك بيوم واحد تلاقت طلائع الأمريكان والروس على أبواب مدينة نورغو في ألمانيا، وظلت قواتهم تسيطر على باقي المدن، فقد سيطر الروس على شمال برلين وشرقها، وظل الجيش الألماني الثالث الذي يعتبر ورقة هتلر الأخيرة يتراجع نحو الغرب، وكان هتلر ينتظر قدوم الجنرال فون غريم الذي سيخلف غورنغ المعزول، واستطاع غريم القدوم عبر قاذفة قنابل مع الطيارة الجريئة حنة ريتش بأعجوبة وذلك بعد إصابته بسبب تصدي بعض الطائرات الروسية لهم، ووصلا إلى الملجأ وتمت معالجة فون غريم وأبلغه هتلر بأنه قلَّده منصب قيادة سلاح الجو الألماني بدلًا من غورنغ، ليرد عليه فون غريم قائلًا: وماذا بقي من سلاح الجو الألماني هذا؟
ها هي نصف العاصمة الألمانية تخضع الآن للاحتلال الروسي ويرفرف فوقها العلم الأحمر، وبقية برلين ما زالت تحاول الصمود حتى أن كل ذكر من سن السادسة عشرة حتى الستين يقاتل بأي سلاح متوافر، وفي ملجأ المستشارية، لم يتبقَّ لهتلر أمل سوى حدوث وقيعة بين الشيوعية الروسية والرأسمالية الأمريكية.
وبينما كان هتلر منغمسًا في التفكير، إذ بأخلص أعوانه هنريش هملر يعد له فخًّا رهيبًا، وهملر باختصار هو يد هتلر لإبادة اليهود المُلقَّب بجزار اليهود، ولقد نال بذلك مكانةً عند هتلر الذي ظل يرفع من منصبه، فطمع هملر في أكثر من ذلك، حيث حاول أخذ القيادة وإنهاء الحرب مع الأمم الغربية في أثناء مفاوضاته مع الكونت فولكه برنادوت رئيس الصليب الأحمر الأسوجي في ألمانيا، إذ وعده باستعداده للاستسلام في الغرب، كما عرض إطلاق سراح ليوبولد ملك بلجيكا، وازداد غضب هتلر من طعنات تأتيه من الخلف، وأمر الجنرال فون غريم بالبحث عن هملر وإحضاره لمعاقبته.
الفكرة من كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
لم يكن هتلر بالرجل الاقتصادي، ولم يكن كذلك بالقائد العسكري، ولربما هذا ما جعل العالم والدول العظمى آنذاك لا تقدِّر نفوذه وفعله، حتى فعل ما فعله، لكنه كان سيد خطباء القرن العشرين كما وصفه الكاتب، وكم جهل العالم وقتها أن الخطابة هي أفتك سلاح بعد القنبلة الذرية، وكما شهد العالم تعاظم قوته، شهد أيضًا وصولها إلى الهاوية، فكيف كان وضع ذلك الرجل الذي احتاج العالم أن يتحد من أجل القضاء عليه في آخر عشرة أيام في حياته؟
مؤلف كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
ميكائيل موسمانو: كاتب وقاضٍ سياسي، عمل ضابطًا مساعدًا خلال الحرب العالمية الثانية، وشهد استسلام الألمان عام 1945م، ثم عمل قاضٍيًا في محكمة نورمبرغ، وهو أحد المحققين والقضاة في دعوى نورمبرغ التاريخية ومحاكمة القادة النازيين بعد الحرب، استطاع عن طريق الشهادات الخطية والشفهية لشخصيات كانت على اتصال مباشر بهتلر كقادته، وأمناء سرِّه ومرافقيه وخَدَمِه، وخلال تحقيقات استمرت لثلاث سنوات متواصلة، جمع المعلومات الدقيقة عن آخر عشرة أيام في حياة أدولف هتلر في هذا الكتاب الوحيد له.