وصفة السعادة
وصفة السعادة
وبعد أن تَحَدثنا عن أهمية التوبة، التي تزيد المرء راحةً وطُمأنينة، وتملأ القلب بهجة، فهل تعلمي ما السبيل ليزداد قلبكِ سرورًا وفرحًا؟ إنه الإيمان، فقد اختلف رجلٌ مع زوجهِ يومًا فتوعد لها أن يُشقيها، فأجابته أنه لا قدرة له على ذلك، فسعادتها في الإيمان القابِع داخِل قلبها، والقلب لا سلطان لأحدٍ عليه سوى الله سبحانه وتعالى، والسعادة تُطلَب من الله بطاعته وبالإيمان به وبما أنزل.
وقد ضرب الله لنا في القرآن الكريمِ مثلًا بالسيدة آسية امرأة فرعون -رضي الله عنها- إذ قدمت الجار على الدار، فكانت تأمل جوار الله ولم تأبه بالقصر الذي كانت تعيش فيه، ولا بالخدم والحشم من حولِها، حتى ذكرها النبي ﷺ من ضمن النساء اللاتي كمُلن.
وانظري كَم وارى الترابُ أشخاصًا! هل ذهب منهم أحد ومعه ماله الذي كان يزعم أن في جمعه له جُلَّ سعادته؟ هل أخذ أحد معه منصبه؟ لا، بل جُرِّدوا من كل شيء، فلا تأسفي على الدنيا، ولا تجري وراء متاعها الزائِل، فلا شيء يبقى في الآخرة سوى العمل الصالِح، واحمدي الله على ما أعطاكِ من نِعَمٍ، فهذا ختام وصفة السعادة.
الفكرة من كتاب أسعد امرأة في العالم
كَم تُحبينه؟ مهلًا، فأنا لا أقصد زوجك، أو أباكِ، أو أخاكِ، أو غيرهم من المحارِمِ والأرحام، بل قَصَدت بسؤالي: هل تفكرتِ يومًا وسألتِ نفسكِ كم تُحبين الله -عز وجل- ورسوله ﷺ؟ إنني على ثقة بأن إجابتكِ تنصُّ على محبتكِ لهما أكثر من أمكِ وأبيكِ ونفسكِ، ولكن اعلمي أن مِصداق هذا الحُب هو فِعل كُل ما أمرنا به الله (جل وعلا)، واجتناب كُل ما نهانا عنه، وها نحنُ قد جئناكِ بهذا الكِتاب ليكون لكِ بمنزلة البوصلة التي ستُعيد توجيه عواطِفكِ إلى الله -سبحانه وتعالى- وإلى من أرسله رحمةً للعالمين.
مؤلف كتاب أسعد امرأة في العالم
عائض القرني: هو كاتِبٌ، وداعيةٌ إسلامي سعودي، تخرّج في كُلية أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم حصل على الماجستير في الحديث النبوي، ثم نال درجة الدكتوراه، وبدأ عمله في التدريس للطلاب.
قدّم عديدًا من البرامج التلفزيونية، وله عدد كبير من المؤلفاتِ والكُتُب، ومنها:
لا تحزن.
الإسلام وقضايا العصر.
احفظ الله يحفظك.
سياط القلوب.