وصايا للزوجين
وصايا للزوجين
قال أنس: “كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا زفُّوا امرأة إلى زوجها يأمرونها بخدمة الزوج ورعاية حقِّه”، كما أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته، فقال لها: “إيَّاكِ والغيرة، فإنها مفتاح الطلاق، وإياكِ وكثرة العتب، فإنه يورث البغضاء، وعليكِ بالكحل، فإنه أزين الزينة، وأطيب الطيب الماء”، إذ يكفي أن تستخدم المرأة الماء لتتطيَّب به إذا كانت الحالة المادية لا تكفي لشراء أدوات ومستحضرات العناية بالجسد، وقد أوصت أمامة بنت الحارث ابنتها وهي تزفُّها لزوجها، تصلح أن تكون دستورًا لجميع النساء، فقالت لها: “لو أن امرأة استغنت عن الزوج، لغِنى أبويها، كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء خُلقن للرجال، ولهنَّ خُلق الرجال، وأوصتها بعدة خصال منها: الخضوع للزوج بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة، والتفقُّد لمواضيع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منكِ على قبيح، ولا يشم منكِ إلا أطيب ريح، ولا تعصين له أمرًا ولا تفشين له سرًّا”.
كما قال ابن عباس: “إني لأتزيَّن لامرأتي كما تتزيَّن لي، وما أحب أن أستطف كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقها الذي لها عليَّ، لأن الله تعالى يقول: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، فكما يحب الرجل أن تتزيَّن له زوجته، يجب أن يتزيَّن هو لها أيضًا، فقد دخل على سيدنا عمر (رضي الله عنه) ذات مرَّة رجل أشعث أغبر، ومعه زوجته، وكانت تريد من سيدنا عمر أن يطلقها من زوجها، فعلم سيدنا عمر لماذا تكره المرأة زوجها؟ فأرسل بالزوج ليستحم، ويأخذ من شعر رأسه، ويقلِّم أظافره، ولمَّا عاد نظيفًا وهيئته منظَّمة قبلت به زوجته، ورجعت عن دعواها، فقال سيدنا عمر: “هكذا اصنعوا لهنَّ، فوالله إنهنَّ ليحببن أن تتزيَّنوا لهنَّ كما تحبون أن يتزينَّ لكم”.
كما يجب أن يكون الرجل حكيمًا وحليمًا في تعامله مع زوجته، فقد كانت أمهات المؤمنين يراجعن النبي (عليه الصلاة والسلام)، بل ومنهن من كانت تهجره إلى الليل، ومن ثمَّ فإن الحلم والصبر على الزوجة من رياضة النفس ومجاهدتها، فهي تكسر الغضب وتحسن الخلق، وليس حلم الزوج على زوجته أن يكون سلبيًّا، بل عليه أن يعلِّمها برفق وهدوء، وأن لا يواجه الغضب بالغضب، فبذلك لا يكون الزوج معاقبًا ولا عنيفًا وإنما معاتبًا، ومترفِّقًا لطيفًا.
الفكرة من كتاب تحفة العروس.. أو الزواج الإسلامي السعيد
إن الحياة الزوجية فن جميل ومهم، قلَّ من يعرفه، لذلك تحدث المشكلات والأزمات بين الزوجين نتيجة الجهل بهذا الفن الذي يعدُّ عبادة مقدَّسة، ولا يقف الأمر عند حد الجهل، بل يتعدَّاه إلى تسميم الجو بالكتب الجنسية التي ليس لها غاية إلا نشر بذور الانحراف لتضليل الشباب والفتيات باسم تعليمهم الزواج، ما أدَّى إلى سلوك طريق الغواية والرذيلة، وبناءً على ذلك يعرض الكاتب فن الزواج حسب ما خطَّط له الإسلام، إذ إن الإسلام أولى الأسرة اهتمامًا عظيمًا، ورسم لها كل ما يكفل سعادتها ويسهِّل مهامها، كما خطَّط لكل من الزوج والزوجة حقوقًا وواجبات، فلا ينازع أحدهما الآخر في حقوقه، ولا يهمل واجباته، وإذا وقع نزاع سارعا إلى كتاب الله وسنَّة رسوله لإزالة الخلاف، فتستقر الأسرة وتنعم بالاستقرار.
مؤلف كتاب تحفة العروس.. أو الزواج الإسلامي السعيد
محمود مهدي الإستانبولي: عالم وباحث وتربوي سوري، درس العلوم الإسلامية، قال عنه الشيخ علي الطنطاوي إنه من أركان التربية في الشام، له العديد من المؤلفات، منها:
كيف نربي أطفالنا؟
كتب ليست من الإسلام.
على هامش التربية الإسلامية.
عبقرية الإسلام في التربية.
مشكلات الغرب وكيف يحلها الإسلام.
عظمة الإسلام.
دفاع عن الإسلام.
بيني وبين المبشرين.
مذكرات عن الحج.
الرد على مفتريات الشيوعية.
المنهج الإسلامي الجديد في التربية.
السبيل إلى أسرة أفضل.