وسائل علاج أخطاء الأبناء
وسائل علاج أخطاء الأبناء
عندما يمرض ابنك تهرع به إلى طبيب، لكن ماذا تفعل عندما يُصاب ابنك بمرض خلقي كالكذب والسرقة وغيرهما؟ في هذه الحالة ستكون أنت وزوجتك طبيبَي ابنك والمسؤولَين عن العلاج، وأنتما بحاجة إلى أشياء تساعدكما على ذلك، وهي العلم بأمراض القلوب وكيفية العلاج منها، والرفق واللين والصبر طوال تلك الفترة، لأن الأخطاء الجسيمة لا تُعالَج إلا بالرفق، وهناك من يقول: ضع عصا بجوارك فهي أفضل وسائل العلاج، وهذا بالطبع خطأ، فقد قال رسول الله (ﷺ): «لا ترفع العصا على أهلك، وأخِفهم بالله (عز وجل)»، كما أن العقوبة البدنية بالعصا تتوقَّف بزوال العصا، أما إذا كان الدافع من الداخل ومن الضمير كان التغيير أكثر ثباتًا واستمرارًا، ولذا فإن علاج الأبناء بتخويفهم بالله هو خير علاج لأخطائهم.
ومن بعض الطرق التي تساعد على علاج الأبناء جعلهم يدركون أن الله يراهم ويسمعهم وهو مطلع عليهم، والدعاء لهم بأن يصلح الله عيوبهم ويهديهم، ولأن أخطاء الأبناء تحتاج إلى صبر ودعاء، فيجب عليك أن تدعو لهم ليلًا ونهارًا، ولا تيأس من رحمة الله، ومن الطرق المفيدة أيضًا إشراك ابنك معك في معالجة عيوبه وتعويده على الصلاة، لأن الصلاة هي خير علاج لأخطاء المسلم وعيوبه، فهي تنهاه عن الإثم وتبعده عن الشر، فعندما تدعو أبناءك للحفاظ على الصلاة بالحكمة والموعظة الحسنة سيتحسَّن الكثير من سلوكياتهم، كما يفضل أن تتوقف عن إعطاء الكثير من النصائح لابنك كلما أخطأ، بل اكتفِ بنصيحة واحدة تُقال في الوقت المناسب.
وعلاج أخطاء الأبناء بشكل غير مباشر مهم للغاية، وله الكثير من الفوائد التربوية منها أنه: يحترم شخصية الطفل، ويحافظ على مكانته بين إخوته، ويؤدي إلى زيادة روابط الثقة والمحبة بين الوالدين والطفل، ولأن هناك أوقاتًا تتطلب منك التدخل السريع لحل الموقف يجب عليك معرفة متى تستخدم “التوجيه المباشر” في علاج أخطاء الأبناء، وذلك حينما يرتكب الطفل خطأ قد يهدِّد حياته أو حياة أحد إخوته، وهنا يلزمك أن تتدخَّل بشكل سريع لنصحه وتوجيهه، كما يمكنك استخدام العلاج الصامت في كثير من الأحيان، ولا تنسَ أن الكثير من المشاكل يحلها الحوار والنقاش.
الفكرة من كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
لقد دعانا ديننا الإسلامي إلى تأديب الأبناء، وحسن تربيتهم، ولذا يحرص الكثير من الآباء والأمهات على فعل ذلك، ولكن تجدهم يواجهون الكثير من المشاق والصعوبات، كالأسئلة المحيرة من قبيل هل ضرب الأبناء يصح أم لا؟ وكيف يختارون العقاب المناسب للطفل، ويستخدمون وسيلة العلاج المثلى؟
ولأن من إكرام الأبناء أن نستخدم في تربيتهم وتقويم سلوكهم كل وسيلة كريمة، وأن نقلِّل من استخدام العصا معهم؛ جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح ويبين كيفية وقاية أبنائنا من الوقوع في الخطأ، كما قام بتقديم العديد من النصائح التربوية المهمة التي دلَّنا عليها معلمنا ورسولنا محمد (ﷺ)، والمربي الناجح هو من يستخدم طريقة العلاج أو العقاب المناسبة لخطأ ابنه أو ابنته.
وهيا بنا لنتعرَّف على الطرق العملية التي تقي التلاميذ والأبناء شر الوقوع في الأخطاء، ونتعرَّف معًا على بدائل الضرب، وما الوسائل التي تمكِّننا من علاج أخطاء أبنائنا وبناتنا.
مؤلف كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له العديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن أبرز مؤلفاته: “علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”الفتاة لمن تشكو أحزانها”، و”من اليوم لن تنام حزينًا يا بني”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر أبناءك بالصلاة وكيف تسألهم عنها”، و”تربية العظماء”.