وسائل النقل الصينية
وسائل النقل الصينية
كانت الصين قبل عقدين من الزمان بلدًا يتنقل فيها الناس بالدراجات الهوائية، وكان القليل من الناس هم من جلسوا خلف مقود قيادة السيارات، فحتى عام 1988 لم يكن في الصين طُرقًا سريعة البتّة، ومع دخول الصين سوق صناعة السيارات، تعلم الصينيون بناء الطرق، فبنوا بحلول عام 2006 أكثر من 122 طريقًا سريعًا عصريًّا، بطول 28210 ميل، وهي ثاني أكبر شبكة طرق في العالم، ويقول المثل الصيني: “إذا أردت عبور الطريق فادفع كلفة العبور”، إلا أن من يقبض ثمن عبور الطريق اليوم ليسوا قطّاع الطرق، بل بُناة الطريق، ولم تقتصر الطرق السريعة على المدن فحسب، بل امتدت إلى الريف، ومن ثمَّ طمس الفارق بين المدينة والريف الصيني، كما أنه بالكاد أن توجد مدينة صينية لم تحصل على مطار أو سد أو مشروع إسكاني.
يعد عام 2006 هو عام الشركة الصيني، إذ احتلت الصين المركز الأول في تصدير السيارات والشاحنات، كما رَشحت الصين ثماني مُدن صينية لتكون مناطق لتصدير السيارات، مع تقديم حوافز ضريبية لها لتشجيعها على التصدير، وخلال عقد من الزمان تحولت سمعة الشركات الصينية من إنتاج سيارات وقطع غيار ذات نوعية رديئة وأسعار رخيصة، إلى كونها أفضل المصنعين وذات جودة عالية، حتى إن شركة “جنرال موتورز” الأمريكية اشترت بمبلغ ربع مليار دولار قطع غيار للسيارات من صنع الصين، وبدأت الصين منذ ذلك الوقت تصدر أكثر مما تستورد، وحسب الإحصاءات يوجد في الصين نحو 5000 مصنع رئيس لقطع السيارات، وقد أسهم في هذا النمو الكبير في مجال صناعة السيارات وقطع الغيار، تخفيض الصين لقيمة العملة، وفرضها تعريفات جمركية على المنتجات المستوردة، ما أدى إلى حماية المنتجات المحلية من المنافسة.
أما بالنسبة إلى السكة الحديد، فإن الصين كانت تمتلك حتى عام 1946 نحو 68 ميلًا من السكك الحديدية، وبحلول عام 1997 تضاعفت السكك الحديدية 6 مرّات، كما وضعت الشركات الصينية في الخدمة قطارات عالية السرعة من بنائها الخاص على ثمانية وعشرين طريقًا رئيسًا، إلى جانب ذلك تعمل الصين لتصبح قوّة رئيسة في النقل البحري، فشركة بناء السفن الصينية “CSSC” المملوكة للدولة، ساعدت على وضع الصين في المركز الثالث عالميًّا بعد اليابان وكوريا في ما يتعلق بالنقل البحري، إن الصين لا تكل ولا تمل وهي في حركة دائمة إلى الأمام.
الفكرة من كتاب مارد في الصين
ما زالت الصين منذ ثلاثة عقود مضت البلد الأسرع نموًّا في العالم بمعدل من الادخارات والاستثمار فاق نسبة 35%، واحتياطيات من النقد الأجنبي هي الأعلى في العالم، ومن ثمَّ يمكن القول إن الصين أصبحت راسخة القدم، ومؤهلة لأن تكون أهم دولة في مستقبل الجنس البشري، فكما كان القرن التاسع عشر قرن إنجلترا، والقرن العشرين كان ملكًا للولايات المتحدة الأمريكية، فإن القرن الحادي والعشرين من نصيب الصين لتضع قواعد اللعبة في العالم وتنفرد بالسيطرة، إذ بالنظر إلى الصين في العصر الحالي، يمكن أن نرى مُتسعًا فسيحًا من النمو أمام صناعتها، يشمل ذلك التقانة والطاقة والكهرباء، والسياحة، والتعليم، والصحة، والزراعة، والبنية التحتية، ولكي تجد الطريق كما وجده الصينيون، فكل ما عليك فعله، هو الأخذ بالمثل الصيني القائل: “إذا أردت معرفة الطريق أمامك، فما عليك سوى سؤال الذين سبق أن قطعوه من قبل”، وهذا ما يفعله المؤلف في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مارد في الصين
جيم روجرز، رجل أعمال أمريكي، وعضو مؤسس في شركة Quantum بصحبة رجل الأعمال الشهير جورج سوروس، كما أنه خبير اقتصادي ومستثمر مميز، فاجأ الجميع بتقاعده في سن السابعة والثلاثين، ومنذ ذلك الوقت قضى بعض وقته أستاذًا للتمويل في كلية الأعمال في جامعة كولومبيا، ومن كتبه:
السلع الأكثر تداولًا.
الرأسمالي المغامر.
سائق عجلة الاستثمار.
معلومات عن المترجم:
أيمن طباع، مترجم سعودي، من ترجماته:
مارد في الصين.
تعلم المحتوى: التعليم الاستراتيجي لتعلم استراتيجي.