وسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي
تسبَّبت وسائل التواصل في ترسيخ العديد من الصفات عند شباب هذا الجيل مثل تعزيز النرجسية، فهي قائمة على التفاعل والمزيد منه، حتى إن المستخدم لها قد يحسب قيمته بما يجنيه من تفاعلات ومشاركات، وهذا النظام البائس رسَّخ حالة غير مسبوقة من إحساس الفرد الزائف بذاته، وجعله يسعى بشكل مستمر إلى الوجود على الفضاء الإلكتروني، وقد يسعى إلى إثارة الجدل فقط من أجل الحفاظ التفاعل والأضواء.
ومن تلك الصفات التغيير من أجل التغيير، فأطول فترة لأي موضوع يتم مناقشته على وسائل التواصل لا تتجاوز الأسبوع في أفضل الأحوال، أدى ذلك بالشباب إلى تقديس التغيير المستمر والإصابة بالملل السريع، وتلاشت قدرتهم على التركيز واتباع روتين ثابت، وهذا التسابق المحموم يتعارض مع قوانين الحياة التي تقرِّر ألا نجاح يأتي إلا بعد صبر طويل وعمل دؤوب دون توقُّف، وعندما لا يرى المتسرع نتائج فورية يصاب بالإحباط واليأس.
وكذلك وهم معايير النجاح، فقد اختل ميزان قياس النجاح في فضاءات التواصل حتى صار يُقَاسُ بأرقام التفاعلات لا قيمة الشيء في الواقع، ومن لا يصل إلى تلك الأرقام فهو فاشل، كما يمتلئ الفضاء بقصص النجاح التي وإن كانت حقيقية فهي تُسرَدُ بِمَعزِلٍ عما سبقها من رحلة طويلة وتفاصيل كثيرة ومشاق جمَّة عاناها صاحب المنشور حتى يصل إلى لحظة إذاعة المنشور وتصديره إلى الناس.
لقد صدرت السوشيال ميديا نموذجًا للنجاح مفاده أنك لا ينبغي التمسك بأية فكرة على الإطلاق، لأنك في لحظة ما سوف تصطدم بمن يعارض تلك الفكرة، وعندها يجب أن تطوِّع مبادئك حتى لا تخسر أحدًا وألا تُحسَبَ على أحد. لأجل كل ذلك، وأكثر، لا بدَّ من ضرورة التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
الفكرة من كتاب الهشاشة النفسية
يناقش هذا الكتاب ظاهرة نفسية مجتمعية جديدة آخذة في النمو والانتشار بشكل متصاعد في مجتمعنا العربي، وبخاصةٍ بين الشباب في السنوات الخمس الأخيرة، وهي الهشاشة النفسية، وهو مصطلح حاضر بقوة في الأدبيات النفسية الغربية، لكنه ضعيف الحضور بين المتخصصين العرب.
يهدف هذا الكتاب الذي يُعَدُّ باكورة المؤلفات العربية عن الهشاشة النفسية إلى تسليط الضوء على الظاهرة، ولفت نظر المعنيين بالأمر إلى ضرورة أخذها في الاعتبار بمزيد من الأبحاث والدراسات، ويطرح أهم الأسباب في نظر الكاتب لتفشِّيها السريع بين الشباب مع اقتراح بعض الحلول لمواجهتها.
مؤلف كتاب الهشاشة النفسية
إسماعيل عرفة طبيب صيدلي مصري تخرَّج في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية في عام 2018م، وهو باحث ومترجم ومهتم بقضايا الإلحاد الجديد والشبهات حول الإسلام، له العديد من التقارير والمقالات في العديد من المنصات المهتمة بالقضايا العقدية والفكرية.
صدر له كتاب “لماذا نحن هنا؟ تساؤلات الشباب حول الوجود والعلم والشر والتطور” عام 2017، ونقل إلى العربية كتاب “صنع الدولة الحديثة: التطور النظري” لبريان نيلسون عام 2019.