ورزازات.. هوليود الشرق أوسطية
ورزازات.. هوليود الشرق أوسطية
لأن عددًا كبيرًا من الأفلام الهوليودية يحتاج إلى طبيعة صحراوية وأرض شاسعة للتصوير، دفعها ذلك للبحث عن مناطق توفر لها هذه الطبيعة وجاء الاختيار على الدول الشرق أوسطية، فأصبحت المملكة المغربية هي القبلة الأولى لصناع الأفلام من مختلف العالم على مدار السنة، كما بدأت بعض الدول العربية بتقديم عروضها لاستقبال صانعي الأفلام، فنشطت هذه الصناعة في كل من تونس والأردن والإمارات العربية المتحدة.
ووقع الاختيار في المغرب على قرية صغيرة تعرف بـ(ورزازات) وهي عبارة أمازيغية تعني من دون ضجيج، وتحولت تلك القرية إلى أكثر الأماكن جذبًا السياح والمنتجين، بسبب طبيعتها الجذابة إذ تجمع بين الخضرة والينابيع والجو اللطيف والجبال الشاهقة الملثمة بالثلوج، وبين الأودية الجافة والكثبان الرملية الصحراوية.
وبالرغم من أن كثيرًا من الأفلام صورت بها بشكل كلي أو جزئي، فإن سكان هذه القرية لم يحظوا بأدوار حسنة أو أجور مرتفعة، بل اقتصرت أدوارهم على الكومبارس، وقد صرح أحد العاملين هناك بقوله ” لقد عملت في أحد عشر فيلمًا للمخرج نفسه، ولم يقل لي شكرًا ولو مرة واحدة، إنهم يطلبون منا أن نصفق للبطل!”.
ومن أشهر الأفلام التي صورت بها واحتوت إساءة للعرب والمسلمين فيلم باتون، وفيلم هيدالغو، وفيلم قواعد الاشتباك، وفيلم سقوط الصقر الأسود، وفيلم جسد الأكاذيب، ولورانس العرب، وأخيرًا فيلم الخائن.
وتحتل تونس المرتبة الثانية في تصوير الأفلام العالمية على أرضها، ويرجع الفضل في ذلك إلى رجل الأعمال طارق بن عمار، الذي أسس شركة (كارتاغو فيلمز) سنة 1975م وأنتج العديد من الأفلام، منها (ستار وورز)، و(القراصنة)، و(إمبريوم) وهو العمل المشترك بينه وبين “برلوسكوني” ويُؤخذ عليه أن جميع أعماله خالية من البصمة العربية!
وقد حاولت الأردن الدخول في هذا السباق في بدايات القرن العشرين، وكانت النقلة النوعية لها عند تصوير فيلم (لورانس العرب)، وقد قامت الدولة بتأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عام 2003م للإشراف والمتابعة على ما يتم إنتاجه هناك.
كما شاركت إمارتا دبي وأبو ظبي بالظهور على الساحة السينمائية من خلال المهرجانات والمسابقات التي تقام بها، وكذلك بتصوير عدد من المشاهد لفيلمين عالميين بها وهما سيريانا والمملكة.
الفكرة من كتاب ضريبة هوليود: ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية؟
ألم تتساءل يومًا كيف تخطت هوليود حدودها الجغرافية وصارت من أبرز ملامح العولمة الثقافية التي نعيشها الآن، بل منحت الطرف الأقوى والاقتصاد الأضخم الحق في فرض وجهة نظره وفلسفته على الآخرين بما يحقق مصالحه الخاصة!
سطر الكاتب إجابة هذا السؤال الذي قد يكون تبادر إلى ذهنك عندما شاهدت أحد أفلامها، كما أضاف تاريخ دخول العرب والمسلمين إليها والأفلام التي شاركوا بها، وكيف أثرت أدوارهم من ممثلين ومنتجين ومخرجين في تكوين صورة لنا في أذهان الغرب، مشيرًا إلى الضريبة التي ينبغي أن تُدفع للدخول إلى هوليود، وهل أنت بوصفك مشاهدًا لهذه الأفلام تدفع ضريبة أيضًا.
مؤلف كتاب ضريبة هوليود: ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية؟
أحمد دعدوش: كاتب وباحث ومخرج سوري، حاصل على دراسات عليا في الاقتصاد وليسانس في الفلسفة والعقيدة، عمل صحفيًّا وباحثًا لعدة جهات في الدول العربية، كما أخرج العديد من البرامج والأفلام الوثائقية، اشتهُر بنقده للحركات النسوية وما يصفه بالإلحاد الروحي أو الروحانيات الشيطانية، ويعتبر من أبرز من أوضح حقيقة هذه الحركة وتعارضها مع الإسلام، وتتمثل في اليوجا والعلاج بالطاقة والتنمية البشرية وغيرها من التطبيقات المعاصرة، ويشرف حاليًّا على موقع السبيل.
ألَّف عددًا من الكُتب المختصة بالقضايا الفكرية والإعلامية، منها:
قوة الصورة.. كيف نقاومها؟ وكيف نستثمرها؟
المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام.
مشكلة الزمن من الفلسفة إلى العلم.
مستقبل الخوف.