ورثة الأنبياء
ورثة الأنبياء
وُلِد الدكتور عمر عام 1951م في مدينة الطائف، وترتيبه الخامس بين أشقائه الثمانية، والده هو الشيخ “عبد العزيز عبد الله آل الشيخ”، الذي كان إمامًا وخطيبًا للمسجد الحرام، وإمامًا وخطيبًا للحجاج في عرفة، كما تولى وزارة المعارف بعد الأمير فهد، ثُمَّ أصبح رئيسًا لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عام 1396ه، وقد شُهد له بأنه كان رجلًا قويًّا في الحق، يسوق رأيه بأدب جمّ، ويكسو تصرفاته بفعل رزين، لديه غيرة عميقة على دين الله، وحِرص على بذل الجهد في النفع والإحسان، كما كان أفضل الناس لأهله، إذ كان يوجه النصيحة لأبنائه بالإيحاء، ويأمرهم بالاقتراح، ويخفف اللوم بالدعاء الطيب، وينتقدهم مع ابتسامة صافية، ويُحسن معاشرة زوجته، ويشكر جهودها.
وقد ورث والد كاتبنا الشيخ عبد العزيز وأشقاؤه العلم من والدهم الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين آل الشيخ، إذ كان “الشيخ عبد الله” طالبًا للعلوم الشرعية، وإمامًا ومعلمًا في الرياض ومكة بأمر من الإمام عبد الرحمن الفيصل، ثُمَّ أصبح إمامًا للحرم المكي بأمر من الملك عبد العزيز في عام 1343ه، ثُمَّ أُسند إليه القضاء بالحجاز، إلى جانب الإشراف على الحرمين، ويعود إرث العلم والدعوة إلى الجد الأكبر الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، وهو إمام حمل على عاتقه هم الدعوة إلى الله عز وجل، وعُرف في نجد بلقب الشيخ إجلالًا له، ثُمَّ انتشرت التسمية في باقي البلدان، لتحمل ذريته من بعده هذا اللقب.
ومع توارث طلب العلم من جيل إلى جيل، نشأ الدكتور عمر في جو أسري عبق بالعلم، وتعلم من والده التحدث بلغة عربية فصيحة، كما تعلم تقديم حسن الظن، وإجراء الأمور من دون تعقيد، وتوضيح الرأي بصراحة وبألفاظ مناسبة، وقيمة العدل بين الأبناء، والرفق بالعاملين، وأن تكون حياة المرء مرتبطةً بأهداف راقية، تؤدي بصاحبها إلى رضا الله عزّ وجل، وقضى الدكتور طفولته المبكرة بين مكة والطائف، ثُمَّ انتقل مع والده إلى الرياض، حيث درس جميع مراحل التعليم العام، ثُمَّ ابتُعث للدراسة في الخارج، وفي إجازة إحدى سنوات الدراسة، تزوج من ابنة عمه، ورُزق منها بست بنات وابن واحد.
الفكرة من كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
من جالس العلماء ازداد علمه وحسن أدبه، واليوم لدينا جلسة مع أحد علماء الأمة العربية والإسلامية، وهو الدكتور عمر بن عبد العزيز آل الشيخ، استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، والعضو السابق بهيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ينقل لنا في هذه الجلسة جوانب من مسيرته الحياتية، لعلها تنير دروب الأجيال الصاعدة، فهي سيرة مفيدة للدارس، مطمئنة للمريض، باعثة للهمة، وتهدف إلى المشاركة الإيجابية في نهضة بلاد العرب والمسلمين.
مؤلف كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
عمر بن عبد العزيز آل الشيخ: استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، وعضو سابق في هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، وُلد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية في عام 1951م، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة فيينا في عام 1983م، ثُمَّ حصل على الزمالة الألمانية لتخصص الأمراض الجلدية من جامعة بون في عام 1989م
وتولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد منذ عام 1994م حتى عام 2009م، وأطلق جائزة عمر بن عبد العزيز آل الشيخ للبحث العلمي وخدمة المجتمع في عام 2012م، كما له عديد من المقالات المنشورة في المجلات العلمية والعالمية، والعديد من المحاضرات في مجال تخصصه.