وجِّه نفسك نحو “لا”
وجِّه نفسك نحو “لا”
جميعنا يهرب من الرفض، أو أن يقال له “لا”، ذلك لأن الرفض يخرجنا من منطقة الارتياح ويضعنا تحت سدَّة حالة الارتباك المصاحبة لانتظار المجهول أو اكتشافه، ولكن في دنيا الأعمال الرفض مهم جدًّا، والحالة الضبابية التي تلحق كلمة “لا” صحية جدًّا لتحسُّس الطريق والبحث عن مخارج مبتكرة.
ومن المثير أن تعلم مثلًا أن شراء وصفات الكنتاكي “لكولونيل ساندرز” كانت بعد ألف عملية رفض سبقتها، وهذا يدل على أن الرفض يدفعنا إلى التفكير في غير المألوف والبحث عن أسباب الفشل للقيام بأمور مختلفة ومحاولة تجنُّب الأخطاء في كل مرة نسمع فيها كلمة “لا” للتحسُّن والوصول إلى الهدف المطلوب.
ولأن الواحد منا مجبول على كراهية الرفض، وميال إلى الاستمتاع بنشوة القبول والموافقة، يظن البعض أن الرفض صفعة عار ونهاية حلم ومستنقع فشل يصعب علينا الخروج منه فيما بعد، ولكن الأمر ليس مأساويًّا إلى هذا الحد لأن الموافقة والقبول كالرفض تمامًا عليهما ما عليهما من الركون والارتياح والاستكانة لفكرة البلوغ والتملك، وبينما يكمن السر في طرق التفاعل مع الرفض، ففي الوقت الذي نثبَّط فيه ونتراجع بعد سماع كلمة “لا” يمكن انتهاز الفرصة واعتبارها نقطة بداية وانطلاقة جديدة نحو “سأحاول مرة أخرى وسأصل” لأن افتراض الإنجاز دون توقُّع الإخفاق سبب لليأس والتخلِّي عن الحلم، والتفكير المتفائل في الفرصة الثانية فور فشل الأولى شجاعة تقوى على تحمُّل ارتكاب الأخطاء والتعلم منها واتخاذها بوابة للانقلابات العظيمة.
ومن هذا المنطلق ننصحك بالتوجُّه إلى الاستماع للآراء المعارضة وتقبُّل الرفض والتشكيك، فهي جزء لا يتجزَّأ من ملامح العقلية المتيقِّظة القادرة على التخلِّي عن مواقع راحتها في مقابل الظفر بالدرجات العلا.
الفكرة من كتاب التيقُّظ
الذهاب إلى العمل وأداء الوظيفة لغرض الحصول على مقابل مادي أمر ضروري وفي غاية الأهمية، ولتحقيق تقدُّم ملحوظ في الجانب الوظيفي يعمل التيقُّظ الحقيقي على تحويل هذه الوظيفة من مجرد أداء واجب ينبغي الالتزام به إلى مضخَّة دافعية وتشبُّع، لينقلنا من مبدأ التشبُّث بموقع العمل الحالي إلى العمل على التطوير والترقي، ومن التعامل مع الوظيفة برتابة وجمود إلى العمل على الابتكار والتغيير، والانتقال من موقع المتلقي للأوامر والتوجيهات إلى موقع المبادر.
كل هذا وغيره يحاول هذا الكتاب عرضه والتركيز عليه، وذلك بالدعوة والتحريض على روح التيقظ والتحرر من قضبان الاعتياد إلى فيافي الأفكار الخلاقة واستثمار الموارد والقدرات بأقل ما يتاح من فرص وإمكانيات.
مؤلف كتاب التيقُّظ
سحر الهاشمي: مؤسسة جمهورية القهوة، وهي سيدة أعمال بريطانية من أصل إيراني، اشتغلت في المحاماة لفترة طويلة، وتم اختيارها ضمن أكثر 100 سيدة مؤثرة في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب، وفتحت لها أبواب الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، ومن مؤلفاتها: “الجميع قادرون” و”جمهورية القهوة”.