وجهات النظر للقيادة
وجهات النظر للقيادة
اختلفت وجهات النظر حول تعريف محدد للقيادة، لكن يمكن حصر أربعة اتجاهات نبني عليها تعاريف مختلفة بالنظر إلى الموقع الوظيفي والمنصب الذي يشغله القائد، وبالنظر إلى الشخص، وإلى النتيجة التي يحققها، والكيفية التي يقود بها، وبالنسبة إلى الموقع الوظيفي فمن المتعارف عليه ربط القيادة بموقع مكاني في المؤسسة، فهي النشاط الذي يمارسه شخص يحتل موقعًا وظيفيًّا على هرم رأسي يتيح له الموارد اللازمة للقيادة.
وهذا الشخص بناءً على سلطته يضمن تنفيذ ما يريد، بسبب الأتباع وتنفيذهم لأوامره، فالقيادة ليست سببًا لتحكمه في الناس بل نتيجة، فإذا فعل المرؤوسون ما طلبه منهم القادة، حينها يمكن القول إن لهم سلطة، ولا تنحصر في العلاقة بين رئيس شركة وموظفيه، بل أيضًا تحكُّم شخص في أتباعه لاحتلاله موقع الصدارة بينهم كما لو كان موسيقيًّا أو رياضيًّا، بغير أن يكون له سلطة رسمية عليهم، أما القيادة القائمة على الشخص فتكون بسبب شخصيته وسماته، والكاريزما أفضل مثال على هذا النوع، إذ ينجذب الأتباع إلى الشخص بسبب (جاذبيته).
والمفارقة أنه كلما بُذل جهد لاختزال القائد المثالي في سمات أو كفاءات أو سلوكيات قلَّل هذا من قيمته، ووفق هذا المعيار تعرف القيادة على أساس من الذي يقود؟ وماذا يجعل هذا المنهج يربط بين القائد والأتباع بعلاقة عاطفية؟ وهنا تجد نوعًا من المغالاة في الأتباع لأن الأشخاص يكونون غير قادرين على التمييز بين الأفعال الجيدة والسيئة، أما القيادة القائمة على النتائج فتستمد معناها من هذه النتائج، وهناك ميل لنسب هذه النتائج إلى القائد، فلو حقَّقت الشركة زيادة في الأرباح يجب أن يكافأ القائد لأنه حقق هدف الشركة.
أما بالنسبة إلى الكيفية فهي تُعنى بالسياق أكثر من عنايتها بأي شيء آخر، فهي تعتني بالعمليات والموارد المحددة التي تحفز الأتباع لتحقيق هدف القائد، كالخطاب المقنع والإجبار والرشوة والسلوك النموذجي والشجاعة وما إلى ذلك، فتقوم على العلاقات والتأثير في الأشخاص عن طريق العمليات السلوكية وليس عن طريق المهارات التي يتمتع بها القائد.
الفكرة من كتاب القيادة: مقدمة قصيرة جدًّا
لم تتفق المؤلفات على تعريفاتٍ ورؤى محددة للقيادة على كثرتها، ويحاول الكاتب هنا النظر إلى القيادة من عدة زوايا، ومعرفة تاريخها، وهل هي مكتسبة أم فطرية؟ ليقدم بهذا مدخلًا نظريًّا مفيدًا للقيادة وأنواعها.
مؤلف كتاب القيادة: مقدمة قصيرة جدًّا
كيث جرينت Keith Grint: أستاذ القيادة العامة والإدارة بجامعة وارويك، وعمل قبلها أستاذًا في مجال قيادة الدفاع بجامعة كرانفيلد ووكيلًا لقسم القيادة والإدارة في جامعة ديفنس للإدارة والتكنولوجيا بأكاديمية الدفاع في شريفنهام.
له العديد من الكتب والمؤلفات، أبرزها:
القيادة التنظيمية.
سوسيولوجيا العمل.
القيادة: حدود واحتمالات.