وثائق الدمار
وثائق الدمار
مؤتمر السكان بالقاهرة، ولجنة سيداو، ووثيقة بكين، وأخيرًا بكين+٥، هذه الأربعة هي أشهر المؤتمرات أو بمعنى أصح أشهر تجمعات للشر حول قضية المرأة وما يتفرع عنها من قضايا أخرى، سنحاول المرور سريعًا وباختصار على كل واحدة منها وما صدر عنها من قرارات فاسدة.. أولًا: مؤتمر السكان بالقاهرة عام ١٩٩٤ تم عقده تحت الإشراف الأمريكي وبمشاركة دول عدة، لمناقشة قضايا متعلقة بالمرأة والإجهاض والحقوق التناسلية وتعليم الجنس للمراهقين وإعادة النظر حول الهيكل الأسري والدعوة إلى تغييره لتمهيد الطريق أمام الأسر الشاذة، على الجهة الأخرى حرمت الزواج المبكر وفتحت الباب أمام المراهقين للجنس في أي سن أرادوا مع توفير الرعاية والدعم لهم حتى لا يصابوا بالأمراض أو الحمل! وأما ما يخص الأمومة فقد أدانت عمل المرأة في المنزل لكونه بلا أجر، ودعت إلى إشراكها في تنمية العجلة الصناعية الاستهلاكية!
ثانيًا: لجنة سيداو وهي اللجنة المكلّفة بمتابعة التوصيات والاتفاقيات بين الدول وإعداد التقارير حول هذا الشأن، فتقوم مثلًا بمتابعة المناهج التعليمية ومحتويات الكتب المدرسية حول الأسرة وحول تعليم الجنس وتنظيم النسل، تقوم أيضًا بمتابعة الدعارة وقوانينها وتكفل الحرية للمرأة الممارِسة لها باعتبارها مهنة، إلا أنها تفرض العقوبات على من يستغلها ليحقق ربحًا! وتتابع أيضًا حرية اختيار الزوجة للسكن بعد الزواج، وقضية تعدد الزوجات التي تتعارض مع قضية المساواة بين الرجل والمرأة وتدعو إلى الاحتكام إلى سيداو في كل هذا وجعلها مرجعية فوق الدين والعرف والحكومة! وثالثًا: وثيقة بكين أبرز ما حصل في هذه الوثيقة هي الدعوة إلى فرض مصطلح الجندر وتقريره بدلًا من مصطلح الجنس، كما أنها في ما يخص الزواج تطالب برفع سن الزواج القانوني لأنه يقف دون تقدم المرأة وطموحها، لكن لا بأس بالحرية الجنسية في أي سن ومع أي شخص. أما رابعًا: فهي وثيقة بكين+٥ من أبرز مادعت إليه إباحة الإجهاض واللواط، وفرض المفهوم الغربي للأسرة المكونة من فردين أيًّا كان جنسيهما، كما طالبت بإلغاء تحفظات بعض الدول الإسلامية حول وثيقة مؤتمر بكين! يبدو أن حرية الرأي ذُبحت على أعتاب تلك المؤتمرات!
الفكرة من كتاب الجندر: المنشأ، المدلول، الأثر
يعيش الغرب حالة من الخوف على الرغم من امتلاكه الحضارة المادية والمال والنفوذ، إلا أنه ما من فائدة لكل هذا بغير وجود حقيقي للإنسان الفاعل والمحرك له!
يخاف الغرب من الزيادة السكانية التي تعيشها الدول الإسلامية ودول العالم الثالث، مقابل النقص السكاني الذي يعيشه الغرب نتيجة العزوف عن الزواج والإنجاب والاكتفاء بالعلاقات المفتوحة العابرة وتوافر الإجهاض، لذا فهو يسعى بجهد حثيث إلى حرب باردة؛ حرب على الإنسان الذي سينازعه سلطته قريبًا، فيوجه ضرباته تجاه المرأة، ويصوب قنابله تجاه الأسرة، ويقتلع القوانين والدساتير ليزرع مكانها أشواك قراراته الفاسدة، ومن جهة أخرى يحاول أن يشجع بداخله على التناسل والإنجاب ويدعم الهجرة ويمنح الجنسية، وعلى كل حال يبدو أن الغرب غارق في الوحل لكنه لن يفصح عن ذلك بالطبع!
مؤلف كتاب الجندر: المنشأ، المدلول، الأثر
مثنى أمين الكردستاني: حاصل على بكالوريوس الشريعة والدراسات الإسلامية، وماجستير في العقيدة ومقارنة الأديان، كما أنه باحث دكتوراه في العقيدة والفلسفة أيضًا، عمل باحثًا ومستشارًا لقضايا المرأة في اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، من مؤلفاته:
حقوق المواطن غير المسلم في الدولة الإسلامية.
قضايا القوميات والعلاقات الدولية/ دراسة حالة القضية الكردية (وهي رسالة ماجستير مخطوطة).
كاميليا حلمي محمد: حاصلة على بكالوريوس الهندسة، وهي مدير عام اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وعضو مجلس إدارة جمعية نساء الإسلام المصرية، شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية الخاصة بالمرأة والطفل والأسرة، كما شاركت في وضع ميثاق الطفل في الإسلام الذي أقره مجمع البحوث الإسلامية، ووضع الرؤى الإسلامية لوثائق الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة والطفل وصياغة الوثائق الإسلامية البديلة.