وباء السمنة.. كثير من الأرقام المخيفة
وباء السمنة.. كثير من الأرقام المخيفة
ربما ينتاب الجماهير كثير من الشكوك حول التداعيات والأعراض الخطيرة التي تُتهم بها البدانة بشكل مباشر، لقد تربينا على أن الطعام بركة، فهل الكثير منه كذلك أيضًا؟ تصف منظمة الصحة العالمية الاجتياح الملحوظ للسمنة في العالم بالوباء، ويمكننا أن نعذرهم في هذا الوصف إذا رأينا الأرقام، وفي عالمنا العربي، لا يقل المصاب فداحة، إذ تُنافس دولة الكويت على المراكز الأولى عالميًّا، إن نصف رجالنا يصنفون بدنًا، والأوزان الطبيعية هي الاستثناء في بلداننا العربية.
من العجيب باستثناء الولايات المتحدة، أن أكبر نسب البدانة في العالم توجد في الدول التي يعاني بقية مواطنيها المجاعة، يبدو أن التغذية في دول العالم الثالث تعتمد على الكم أكثر من العناصر المغذية، كما يستبدل مواطنو المدن الأطعمة السريعة التي توفر لهم الوقت والشعور الواهم بالامتلاء، بالوصفات التقليدية، أيضًا تساهم الشركات العالمية في تعاظم هذا الوباء، عن طريق قمامة منتجاتها التي تنشرها في أسواق الدول النامية.
لكن كيف نصنف الشخص بدينًا أم لا؟ هنا نلجأ إلى “BMI || Body Mass Index” أو مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس الدهون بالنسبة إلى الوزن، وعلى أساس هذه النسبة نحدد، والمفترض لمؤشر الشخص الطبيعي أن يتراوح من 18.5 إلى 24.9؟ لكن بعيدًا عن الأرقام، هل هناك فرق حقيقي بين كونك زائد الوزن أو بدينًا؟ إننا نطلق وصف الوزن الزائد على أشياء كثيرة، فالرياضي صاحب الكتلة العضلية الضخمة زائد الوزن لكنه ليس بدينًا، البدانة هي وصف للكتلة الدهنية الزائدة عن المعدل الطبيعي.
أما كيف تصبح بدينًا؟ فهذه عادة لسنا بحاجة إلى أي نصح فيها، لكن الأمر بالنسبة إلى جسمك ليس بهذه السهولة، ربما تتلذذ أنت بمختلف الأطعمة، بينما جهازك الهضمي لا يعرف غير الجلوكوز، كلما تأكله يتحول إليه في النهاية، ويخزن الفائض في الخلايا الدهنية، إن حذر جسمك من المستقبل هو ما يجعلك بدينًا، ولكن المعادلة تظل بسيطة، إذا لم تزد عن حاجتك اليومية من الغذاء، فلن تحتاج إلى القلق بشأن كل هذه الأرقام.
الفكرة من كتاب البدانة: مرض العصر من الألف إلى الياء
لا تأخذ مشكلة البدانة طابعًا سلبيًّا في المخيلة الشعبية، خصوصًا العربية، ويمكن تفهم هذا من تاريخ عالمنا مع الطعام، كانت الفترات العصيبة الكثيرة تحث الناس على التوجس من المستقبل، فأمدوا أجسادهم في أيام الرخاء بقدر ما استطاعوا، لكن بعد أن انحسرت فترات المجاعات، ظهرت البدانة نتيجة لعادات اختفت أسبابها، وزادت الحياة الحديثة من الأزمة، وأضافت إلى وفرة الطعام، نقص النشاط والدعوة إلى الراحة.
يُظهر المؤلف الوجه الآخر لظاهرة البدانة، كما ينتقد أساليب الحمية التقليدية التي لا تحترم رغبات الفرد أو حياته الخاصة، ويطرح أسلوبًا غذائيًّا متزنًا متنوعًا، هو أقرب ما يكون إلى طريقة أجدادنا الأوائل في العيش، ولا شك أن الأمر لا يتوقف عند الطعام فقط، لكنها الخطوة الأولى لحياة أكثر اتزانًا.
مؤلف كتاب البدانة: مرض العصر من الألف إلى الياء
سمير أبو حامد: طبيب بشري ومؤلف، له عديد من المؤلفات في مجال الطب، منها:
مرض الزهايمر: النسيان من نعمة إلى نقمة.
الجلطة الدماغيّة: فالِج.. عالج.
التدخين آفة العصر: من الألف إلى الياء.