واجه حزنك بقوة
واجه حزنك بقوة
يقول ابن القيم «الحزن يُضعف القلب، ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن» ولذا لا يمكن التعايش مع الحزن دون التأثر به، فاحمِ نفسك، وشيد السدود المنيعة لذلك، ثم راقب نفسك عن كثبٍ، لتكتشف الشقوق التي يتسرب الحزن إليك من خلالها، وأصلحها لأن الحزن يحول صاحبه إلى شخص آخر، فالحزن هو العدو الأول للإنسان، وطرق التغلب عليه كثيرة منها: الاستجابة لفطرة المقاومة وهي ذلك الصوت الداخلي المتألم الذي يحاول انتشالك من الحزن والاستسلام للإحباط. والمقاومة بحد ذاتها تُعدّ شجاعة أيًّا كان نوعها، لذا، قاوم الحزن! وإذا مررت بيوم سيئ فثق بأن عند الله المخرج وتأكد أن الله لن يكلفك فوق طاقتك.
تستطيع أن تجعل من حزنك وقودًا دافعًا، فيمكن أن تستفيد من الانفعال الذي يصاحب الحزن لتوجيه حياتك إلى مكان أفضل، وعندما تذهب إلى الله بكامل انكسارك ستعود مجبرًا فكلما كان كسرك أكبر كان جبر الله له أعظم، كما أنه سيجعلك تدرك أهمية حالتك النفسية لأن حالات الضعف المصاحبة للحزن تدفعك لتكون أكثر حرصًا على حماية نفسك. وقد يحتاج الإنسان إلى جرعات من الحزن بين الفينة والأخرى لإعادة ترتيب الأولويات والبدء بنشاط من جديد. وفي كل مرة تحزن، استبشر بأن وراء الحزن سعادة عظيمة، لأنك لن تستشعر قيمة السعادة وروعتها إلا بعد تجرع غيابها، فوظيفة اليأس أن يرشدك إلى الأمل، فالأمل لا يبُنى على الأمل وإنما على خيبة الأمل، ومحاولات التخلص من الحزن تجعلك شخصًا أقوى وتمحنك فرصًا جديدة.
النفس البشرية قوية بالله الذي نفخ فيها من روحه ولا بأس بألا تستصغر الألم، لكن حاول أن تستعظم نفسك التي تواجهه، ومن أكثر الأفكار لتهدئة نفسك عند المرور بأزمة تذكير نفسك بأن الآخرين انتصروا على أحداث مشابهة، وتذكر بأنك أقوى من الظروف وأن ما تظنه نهاية العالم قد يكون هو البداية، فلم يكن رمي نبي الله يوسف عليه السلام في البئر نهاية المطاف، فالحياة لا تتوقف على فاجعة ما كموت شخصٍ عزيزٍ عليك. فالنهاية لم تحن بعد لذا لا تستسلم وترفق بأعصابك فكل ما هو آتٍ آت والحياة لا يسعها إلا الاستمرار رغم كل شيء.
الفكرة من كتاب كُن بخير
هل سبق أن أردت يدًا حانيةً تُربت على كتفك المثقلة بالهموم وتنتشلكَ من الضياع؟! سيكون وقع هذا الكتاب عليك كوقع يد أمٍّ حنون تهدهد طفلها في مهده حتى ينام لتشعِره بالأمان.
يتحدث هذا الكتاب عن التمسك بالأمل، والاعتصام بحبل الله، فهما بمنزلة طوق النجاة لنفسك التائهة، فإذا كنت تعاني ضيق الصدر، وانعدام القدرة على تنظيم أهدافك وسط فوضى الحياة، سيكون هذا الكتاب مُرشدك في أحلك ساعات الظلام. فقط كل ما يلزمك أن تقرأ الكتاب بنفس وأذن صاغيتين، وتتأثر بالكلمات وتجعلها تؤثر فيك حتى تجد ضالتك في نهاية النفق بعد أن يصبح منيرًا ببلوغك المخرج.
فهيا اربط الحزام واستعد أيها القارئ العزيز للانطلاق في رحلة العثور على ذاتك، وفهمها، والمحافظة عليها.
مؤلف كتاب كُن بخير
عائشة العمران: كاتبة ومؤلفة شابة، من أصل عربي بحريني. اهتمت بالكتابة عن تنمية النفس والذات، وعنيت بتعريف الفرد كيفية التعامل مع نفسه وفهمها، وتملك مدونة على الإنترنت تنشر عليها خواطرها الكتابية التي لاقت رواجًا كبيرًا. ويعتبر هذا الكتاب “كن بخير” أول أعمالها الأدبية الكتابية المطبوعة وترجم إلى عدة لغات.
ومن مؤلفاتها:كتاب بعنوان “يوم وليلة” وهو ثاني كتاب من تأليفها.