هِبة السماء
هِبة السماء
في تلك القبيلة (قريش) التي تمتَّعت بالذروة الاجتماعية والاقتصادية ومشهود لها بالمآثر، في ذلك الحرم الآمن، وُلِد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد شاء الله أن يولد محمدًا (صلى الله عليه وسلم) يتيمًا -فقد توفي والده وما زال النبي جنينًا- يوم الاثنين 12 من ربيع الأول في عام الفيل الموافق لشهر أبريل سنة 570 أو 571م، وكفله جده عبد المطلب.
قضى محمد (صلى الله عليه وسلم) قرابة السنوات الخمس في حضانة حليمة السعدية، ورجع إلى أمه ثم توفيت وقد تجاوز السادسة بثلاثة أشهر، وحاول جده عبد المطلب أن يعوضه بعض ما فقد من حنان الأب والأم، إذ رقَّ عليه رقة لم يرقها على ولده، ولكنه توفي وقد بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) من العمر ثماني سنين، ولحقت رعاية عبد المطلب النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى بعد وفاته، فقد أوصى الجد بأن يتولَّى رعايته (صلى الله عليه وسلم) أبو طالب شقيق عبد الله والد النبي الكريم.
عُرف النبي (صلى الله عليه وسلم) في شبابه بعزوفه عن لهو الشباب ولغو الحديث، واشتهر بالصدق والأمانة والاستقامة وتحمله المبكر المسؤولية، اشتغل برعي الغنم -حرفة الأنبياء- تخفيفًا لأعباء عمه، ومعلوم أن هذه الحرفة تتيح للراعي فرصة التفكير والتأمل وتصفية النفس، وحين بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) الخامسة والعشرين، خرج في تجارة للسيدة خديجة بنت خويلد، ولما عرفت ما كان يتحلَّى به النبي من صفات نادرة وحميدة عرضت عليه نفسها، فخطبها له عمه حمزة من عمها عمرو بن أسد وتزوجها، وقد أغدقت عليه من الرعاية ما عوضه عن مرارة اليتم.
الفكرة من كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم: حياته وتطور الدعوة الإسلامية في عصره
ساد الظلام العالم، وتهيَّأت الأرض لاستقبال عطايا السماء والمنحة الإلهية بمنهج رباني ينير للبشرية كافة طريقها ويطمس الجاهلية، ولما كان الأمر عسيرًا على البشرية أن تتغيَّر في يوم وليلة، مرَّ التغيير بمحطات كبرى وصعوبات.
يقدِّم هذا الكتاب السيرة النبوية المطهرة، مستعرضًا أهم مسارات وسُبل الدعوة الإسلامية وما واجهها من صعاب في كل مراحلها، منذ أن كان العالم مظلمًا يسوده الجهل بالله وبالتوحيد الحق إلى أن أشرقت الأرض بنور ربها واستقرت الرسالة الإلهية وكُتب لها الخلود.
مؤلف كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم: حياته وتطور الدعوة الإسلامية في عصره
عبد الرحمن أحمد سالم: مؤلف وأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة بكلية دار العلوم، تخرج في جامعة القاهرة عام 1967 وكُلِّف معيدًا بالقسم نفسه، وحصل على درجة الماجستير عام 1974 في موضوع “التاريخ السياسي للمعتزلة حتى نهاية القرن الثالث الهجري”، ثم أوفد في بعثة دراسية إلى إنجلترا عام 1976 وحصل على الدكتوراه من جامعة برمنجهام عام 1983.
نُشر له: “المسلمون والروم في عصر النبوة”، ويتناول العلاقات الإسلامية البيزنطية ودوافع وأسباب الصراع بين الكيان الإسلامي الوليد والمملكة البيزنطية، وكتاب “الفكر السياسي الإسلامي: قراءة عصرية”، ويناقش إمكانية ترجمة الفكر السياسي في الإسلام إلى نُظم سياسية ومدى صلاحيته.