هيكل القصة
هيكل القصة
الموضوع في القصة هو الهيكل الذي توضع عليه باقي العناصر، فإذا كانت القصة عبارة عن بناء فإن الموضوع يمثل القواعد والأعمدة التي تحمل باقي العناصر من حوائط وتشكيل وعناصر جمالية، ويمثل الموضوع الجانب المادي من القصة، إذ يجسد رؤية الكاتب أيًّا كانت سواء رغبة في الانتقام أم خوفًا من قوة أكبر أم افتقاد صديق أم غيرها من الموضوعات.
وبطبيعة الحال لا يكمن جمال الكائنات في عظامها، بل في ما يكسوها من لحم ودم وجلد، وأيضًا في القصة لا يكون الجمال في الموضوع بل في الشكل النابع من هذا الموضوع، فدراسة الاثنين منفصلين، هو لأجل الدراسة فقط بينما على أرض الواقع يستحيل الفصل بينهما، إذ إن الموضوع حين يختاره الكاتب يظل يدور في رأسه حتى يجد شكلًا معينًا يمكنه أن يخرج للنور فيه، فالشكل نتيجة حتمية للموضوع، فالموضوع إن كان عروسًا في ليلة زفافها فإن الشكل يمثل الزينة والجواهر التي ترتديها لإبراز جمالها، فمن دون الموضوع لا قيمة للزينة، وبمهارة الكاتب في استخدام الزينة يظهر الموضوع بأفضل شكل.
ولا يعني هذا التقليل من أهمية الشكل، ولكن المقصود هو التنويه على دور الموضوع المركزي في عملية الكتابة، فما ميز الكاتب “نيكولاي جوجول” حتى قيل: “لقد أتينا كلنا من معطف جوجول” هو تطرقه لعالم من الموضوعات ما زال الكُتاب يغترفون منه إلى اليوم، وهو عالم الشخصيات المغمورة في الحياة، عالم الموضوعات التي لا يتم الالتفات إليها إلا في صورة الفن، وعليك بوصفك كاتبًا أن تتعلم كيف تنظر إلى الطبيعة وتستخرج تلك العوالم التي تحمل قيمة وجدانية إنسانية تعبر عن الإنسان والكون والحياة.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
تمتاز القصة القصيرة بصعوبتها مقارنة بباقي الألوان الأدبية كالرواية والمسرحية والقصيدة وغيرها، إذ إنها -على عكسهم- لا تعطي الكاتب الحرية في الوصف والتكرار ورسم الصور والأخيلة، بل تفرض عليه أن تخرج في صورة محكمة مكثفة تخلو من أقل قدر من الإسهاب أو الإطناب في السرد، ومن هنا تأتي أهمية كتاب “فن كتابة القصة”، فيضع الكاتب فؤاد قنديل تعريف القصة وعناصرها وما يفرقها عن باقي الألوان الأدبية والقواعد التي تضبط هذا الفن وتميزه.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
فؤاد قنديل: هو روائي مصري ولد في القاهرة بمصر الجديدة عام 1944م، حاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة، وعمل في شركة مصر للتمثيل والسينما عام 1962م، له ست عشرة رواية، وعشر مجموعات قصصية، وعشر دراسات وتراجم وبعض المؤلفات القصصية للأطفال، من أشهر أعماله: روايتي “رحلة ابن بطوطة” و”روح محبات”.