هندسة الشخصيّة
هندسة الشخصيّة
يخطر على أذهاننا سؤال، وهو: كيف نربي الطفل تربية سوّية لكي يكون إنسانًا متفكرًا فعّالًا يتسم بالصفات الحسنة؟ فنقول هنا إنه علينا أن نبدأ باكتشاف الطفل من الداخل، لكي نقوّم اعوجاجه بما يناسبه ولكي ننتخب الطريقة المثلى في تربيته، وهذا أيضًا من وظائف الأمّ لأنها أدرى الناس بطفلها، وهي التي تُدرك ما يؤثر فيه وما لا يؤثر فيه.
فعليها أن تبدأ ببناء شخصيته وتتناول كل جوانبها بالتهذيب، كي ينشأ إنسانًا صالحًا، ولسلامة شخصيته يجب أن تنتبه ألا تجعل حياته مختبرًا للتجارب التي ترغب بها، وألا يتعود أحضانها كأنها حكر عليه فيُصبح أنانيًّا ومغرورًا.
كما أن عليها دورًا في التربية الثقافية، فالحياة ليست للمأكل والمشرب واللباس والتنظيف فقط، بل إنّ الطفل يحتاج إلى العقل الواعي المثقف، ويحتاج إلى تعلّم اللغة الفصيحة، وبالتأكيد هو لن يصبح أديبًا ما بين يوم وليلة، لأن التعليم يحتاج إلى الصبر والمثابرة والاستمرار، وعلى والدته أن تنتبه لسنواته الثلاث الأولى، لأن لها أهمية بالغة في تعلم اللغة، إذ إن الطفل يبدأ بمحاكاة أصوات الآخرين، ولكن يفضل أن يتم تعليمه بالرأفة والتدريج وبشكل متوازن وليس عن طريق الضغط والإلحاح.
ومن الأشياء التي تساعد الأم على تعليمه للغة: أن تحاكيه بمصطلحات سهلة بسيطة، وأن تستعمل الكلمات التي يحتاج إليها، وألا تؤدي العبارات بشكل سريع، وألا تلفظ بالكلمات بشكل خاطئ، وأن تجعله يستفيد قدر الإمكان من وسائل الإيضاح المرئية والمسموعة.
ومما سيساعده أكثر التكرار وتعليم الشعر والأناشيد وإعطاؤه الثقة بنفسه، واللعب معه بالحروف، وحكاية القصص.
إنّ الأم هي التي تقوي الروح الفكرية لدى طفلها، وهي التي تستطيع أن توزان بين أساليب العطف والشدة، ومن المهم أن تعوّده العلاقات الإنسانية وتربيه تربية فردية اجتماعية لكي يتعلم حدود علاقاته، وتوجهه للمقاييس اللازمة منذ صغره، لكي لا ينشأ متخبّطًا في علاقاته.
الفكرة من كتاب دور الأم في التربية
الأم هي أساس البيت، فعلاقتها بزوجها وأطفالها تضفي على البيت قدرًا لا يُستهان به من الأمان والطمأنينة، ووجودها هو الذي يمنحهم الدفء والسلامة النفسيّة، وفي هذا الكتاب رحلة سريعة وجميلة لأهم وأدق تفاصيل الأمومة والتربية السويّة للأبناء.
مؤلف كتاب دور الأم في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.