هل يمكن رفع مستوى الذكاء؟
هل يمكن رفع مستوى الذكاء؟
يعتقد كثيرون أن تعلم الرياضيات مرهون بالقدرات الفطرية والذكاء المتوَارث ولا يدركون أنّ لهم القدرة على تغيير عقولهم بأساليب المذاكرة والمراجعة المحفزة لانطلاق الدماغ. ومن المؤسف أن أكثرهم يظن أن درجات الامتحان أهم من الفهم، ولذلك يفقد الأطفال فضولهم الطبيعي ويصيبهم الوَهَن من كثرة الواجبات والملل من طول الدراسة. عندما يعلم المدرس طلابه كيف تتعلم أدمغتهم وكيف تتذكر سيدركون كيفية تطوير أدمغتهم وقوة ذاكرتهم، وسيتمكنون من وضع أهداف تناسب قدراتهم. وعليه أن يُفهمهم أن الواجبات والمراجعة الدائمة بمنزلة التمارين الرياضية التي تنمّي العضلات، فيثير عندهم الدافعية والاستمرار.
يؤثر القلق بالسلب في الذاكرة العاملة، لأن قشرة الدماغ الأمامية تحول المصادر للتعامل مع الاضطراب العاطفـي، ولذا تقل القدرة على استرجاع الذكريات المخزنة التي يُحتاج إليها لحل المسائل ويمكن تخفيف القلق بالأشياء التي ترفع مستوى الدوبامين كالفكاهة والتفاؤل والتجارب الإيجابية أو تدوين خطوات الحل والصيغ المهمة والبيانات التي يصعب تذكرها فيخف العبء على الذاكرة العاملة ويقل القلق.
يستحسن استخدام الآلة الحاسبة إذا كان في استخدامها دافعية لتقليل السلبية تجاه الرياضيات ولاكتساب الثقة بالنفس، وللتدريب على مهارة تعتمد على تحصيلات سابقة مثل استخدامها في الضرب عند أداء عمليات القسمة إذا كان الطالب لم يحفظ جدول الضرب بعد، ولكن عنده الاستعدادات للتقدم مع بقية الفصل، وذلك توفيرًا للوقت وحتى لا يشعر أنه متأخر عن زملائه فيشعر بالإحباط. وإذا كانت إجابات الطالب غير صحيحة يمكن للمعلم أن يطلب منه البحث عن مسألة محلولة في دفتره شبيهة بالمسألة التي أخطأ فيها، وتتبع خطوات الحل بنفسه ليستطيع الربط بين المسألة القديمة والحديثة والتقاط الفكرة الجديدة، فيتحول من عبارة “لا أفهم” إلى “لقد فعلتها، وجدت مثالًا واستنتجت الحل وحدي!” وبذلك تزداد ثقته بنفسه واعتماده على ذاته فيفسح المجال لقدرات عقلية أكفأ.
الفكرة من كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
لا تستغني الحياة عن التفكير الرياضي، لأنه يعلمنا التصنيف والاستدلال والتحليل وتنظيم المعلومات وترتيب الأولويات وإدراك الأنماط والعلاقات، وكلها من وظائف التفكير العُليا التي تقودنا إلى الحلول الإبداعية للمشكلات، ولكنّ معظم طلبة المدارس ينفرون من الرياضيات ويشتكون من صعوبتها، ومعدلات الرسوب في الرياضيات أكثر من أي مادة أخرى، كما أظهرت دراسة أمريكية أن ٧٤٪ من الطلاب يرون مادة الرياضيات مُملَّة، وكثيرًا ما يتركون مسارات تعليمية معينة هروبًا من شبح الرياضيات، لذلك تقدم المؤلفة لمعلمي الرياضيات مجموعة من الاستراتيجيات العملية، للاستفادة منها في قلب الموقف السلبي تجاه الرياضيات وجعلها من أمتع المواد وأكثرها إثارة! وكلها مبنية على أبحاث علم الأعصاب الحديث خصوصًا تلك المتعلقة بوظائف قشرة الدماغ الأمامية.
مؤلف كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
جودي ويليس : طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ في ما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين المحلي والدولي.
من مؤلفاتها:
– تعليم الدماغ القراءة.
– Research Based Strategies to Ignite Student Learning
المترجمة: سهام جمال: ترجمت عدة كتب لمكتبة العبيكان منها: “تعليم الدماغ القراءة”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.