هل يمكن التنبؤ بالزواج الناجح؟
هل يمكن التنبؤ بالزواج الناجح؟
للحصول على الوفاق الذي يهدف إليه الشريكان عند إقبالهما على الزواج، يُنصَح أن تكون فترة التعارف كافية، ونقصد هنا فترة “الخطوبة” التي لها أهمية كبرى قبل الزواج كونها تنقل المرء من دائرة التصوُّر الخيالي لدائرة التجربة الواقعية ومعرفة واقع فكرة الزواج من المشاعر والمسؤوليات والاختلافات بينهما، كما يُنصح أيضًا بألا تكون فترة الخطوبة صغيرة أو كبيرة، بحيث تكون في حدود السنة الواحدة.
ننتقل بعد ذلك إلى أن الزواج يتطلَّب استعدادًا له كأي نظام اجتماعي آخر، إذ إن معظم الناس يقبلون على الزواج وكأنه ظاهرة تلقائية طبيعية لا تستلزم شيئًا إلا بتوفير دخل مادي، وهذا ما يفسِّر نسب الطلاق الكبرى، لهذا فالشخص في حاجة إلى التفكير في أعباء الأمر النفسية أيضًا بجانب إيجابياته بالطبع، وما إذا كان مستعدًّا للتخلُّص من نرجسيته، واستعداده لتقديم الاهتمام بشريكه بقدر اهتمامه بنفسه، وذلك لأن من أكبر مخاطر الحياة الزوجية الارتداد إلى مرحلة النرجسية، حين ينتظر الشخص اهتمامًا من شريكه ويبدي اهتمامه بنفسه دون تقديم هذا الاهتمام بالمقابل.
وإن من الخطأ أن نجعل فكرة التوافق بين الزوجين قائمة على معادلة رياضية أو قاعدة ثابتة، وإنما هي مسألة تكيُّف تختلف من شخص إلى آخر، وفي محاولة من مجموعة باحثين بالولايات المتحدة لتحديد “قائمة التنبؤ بالزواج” والتوصل إلى توقُّع حول مستقبل زواج شخصين، وجدوا أن هذه القائمة تحتاج إلى الإلمام بمعلومات دقيقة جدًّا قد يستحيل التوصل إلى معرفتها، ما يعني استحالة التكهُّن بمستقبل الزواج، لكن هناك ثلاثة عوامل لها تأثير كبير في السعادة الزوجية، وهي: سعادة الأبوين في الأسرة التي قد انحدروا منها، وسعادة الشخص نفسه إبان الطفولة، ونوع علاقة الشريك بأمه.
الفكرة من كتاب الزواج والاستقرار النفسي
يدخل المرء مرحلة جديدة في حياته ليفكِّر في الزواج، وما إن يبدأ خطوته الأولى حتى يجد الطريق وعرًا فيخشى تقلُّباته وفشل زواجه، ومن ناحية أخرى هناك من بدأ حياته مع شريكة حياته وتزوَّجا بالفعل، ولكن في أثناء محاولتهما بناء تكيُّف زوجي وتحقيق السعادة التي حلما بها فترة الخطوبة يجدان صدمات الواقع ومسؤوليات مرهقة لتضرب بأحلامهما عرض الحائط مع خلافاتهما التي لا تنتهي، ما الذي يجري حقًّا؟ وهل هناك خطى تجنِّبنا فشل الزواج أو دخوله إلى مرحلة السأم المعتادة، ما بين محاولة البحث لزواجٍ ناجح وشريك مثالي للمقبل على الزواج، واستمرار زواج مرضي للمتزوِّجين فعلًا.. تجد هنا الجواب.
مؤلف كتاب الزواج والاستقرار النفسي
زكريا إبراهيم: مفكر وكاتب مصري حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون بفرنسا، كما حصل على درجة الماجستير بجامعة القاهرة، وقد عمل أستاذًا للفلسفة فيها، وله أكثر من 35 مؤلفًا في مجالات الفلسفة والتربية وعلم النفس والاجتماع، ولعل من أشهر مؤلفاته:
تأملات وجودية.
سيكولوجية المرأة.
سلسلة مشكلات الفلسفة.