هل يتوقف العبث؟!
هل يتوقف العبث؟!
ولم يقف الأمر عند حدود السبعينيات، بل استمر حتى عهد الرئيس أوباما الذي كلَّف جون هودلر بالأمور العلمية والتكنولوجية، وكان ذا سلطة كبيرة، الرجل الذي ألف مع آخرين كتابًا من ألف صفحة ينبئ بمستقبل تسيطر فيه أمريكا على تعداد سكان العالم وفرضها “حزام عفة إلكترونيًّا” يُزرع تحت الجلد ولا يُنزع إلا بإذن رسمي وإرغام النساء الحوامل على الإجهاض، بالإضافة إلى التعقيم الجماعي، وينبئ أيضًا بمعالجة طعام وشراب هذه الأمم بعقاقير للتعقيم مع مراعاة ألا تؤثر العقاقير في خصوبة الحيوانات!
ويظل الخطر في التوسع غير المتناهي الذي تسعى إليه أمريكا لتكون جمهورية كونية حدودها القطبان الشمالي والجنوبي وتمتد من الشرق إلى الغرب، فالتوسع لا يُقصد به مكان محدد وإنما كل ما هو آخر فهو غير مستحق، فبعد الخسائر الهامشية للهنود الحمر تأتي خسائر نصف مليون عراقي قُتلوا وشُردوا ودُمِّرت بلادهم، وسُحق الملايين في المكسيك والفلبين وفيتنام وكوريا ونيكاراغوا وكولومبيا وكوبا والباهامس، جميعهم ضحايا لم يجدوا بواكي لهم في صخب التوحش الأمريكي المسكون بعبادة الذات.
وهذه الوحشية والسعي وراء القوة والثروة لن تتوقف وإن تغيرت صورها ويبقى العالم أمام ثلاثة سيناريوهات ممكنة؛ فإما أن يزداد وحش الرأسمالية وزيادة الإنتاج لمزيد من الربح ويزداد النظام الربوي جشعًا وضراوة لينتهي الأمر بكارثة بيئية ليكون انتحارًا جماعيًّا للعالم بأسره، وإما أن يتحرك النضال فيسقط هذا الغول ولكن دون وجود خطة أو نظام واضح وبديل فتشيع الفوضى والشغب والموت، وإما أن يفرز هذا النضال نظامًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا كفئًا ينتج ما يكفي حاجة الإنسان ويحفظ النظام البيئي وينجو العالم.
الفكرة من كتاب أميركا والإبادات الجنسية
يعثر الكاتب بالمصادفة على وثيقة وضعها الدكتور الأمريكي هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي عام 1974 بتوجيه من الرئيس جيرالد فورد تضع خطة لتعقيم نساء ثلاث عشرة من دول العالم الثالث من ضمنها مصر في خلال خمسة وعشرين عامًا، وبعد ثلاثة أعوام بدأت الحكومة الفيدرالية الإجراءات العملية، ورصدت الميزانية والوسائل الكافية لتعقيم ربع نساء العالم، واللائي كُنَّ في تقديرهم في ذلك الوقت خمسمائة وسبعين مليون امرأة!
عرَّف الكاتب فكرة أمريكا بأنها “احتلال الأرض واستبدال شعب بشعب، وثقافة وتاريخ بثقافة وتاريخ”، وهي نفسها الفكرة التاريخية لإسرائيل، شعب الله المختار المستحق وحده البقاء!
مؤلف كتاب أميركا والإبادات الجنسية
منير العكش: باحث وأستاذ الإنسانيات ومدير الدراسات العربية في جامعة سفك في بوسطن، حاز عام 1983 وسام أوروبا لحوار الحضارات، وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة جسور.
ألف وترجم أكثر من 22 كتابًا بالعربية والإنجليزية، ويعد من أبرز الباحثين العرب في الدراسات الأمريكية، ومن أبرز مؤلفاته:
تلمود العم سام.
هكذا تكلم محمود درويش.
أميركا والإبادات الثقافية.
أميركا والإبادات الجماعية: حق التضحية بالآخر.