هل نقلق بشأن الطاقة؟
هل نقلق بشأن الطاقة؟
عرَّض العربُ العالمَ لمصائب لا قبل له بها نتيجة أزمة البترول عام 1973م، إذ ارتفع سعره لأربعة أضعاف، ورغم أن نوعًا من الملاءمة مع السعر الجديد سيظهر خلال عقد واحد وستواصل الحياة تقدمها، فقد عكف العالم الصناعي على إيجاد بدائل تحافظ على تكلفة الطاقة في حدود معقولة وتجعل من دول الأوبيك خيارًا مفضلًا أكثر من كونه ضروريًّا.
وتعد الطاقة الشمسية أهم تلك البدائل، إذ يمكن استخدام طواحين الهواء في المناطق التي تزيد فيها سرعة الرياح عن المتوسط للحصول على الطاقة الكهربائية من الرياح، ويمكن تحويل المواد العضوية والفضلات عن طريق الضغط والحرارة إلى وقود حيوي، ويمكن استخدام أشعة الشمس بصورة مباشرة لتسخين وتبريد المباني في المناطق التي تنعم بشمس ساطعة، أو استخدام خلايا شمسية لتحويل ضوء الشمس إلى تيار كهربي، كما يمكن استخلاص طاقة كهربائية من سطح مياه المحيطات الدافئ، إذ يسمح فرق الحرارة بين سطح المحيط ومياهه العميقة بتعويم مولدات كهربائية تنتج طاقة كهربائية قد تفيض عن حاجة العالم لمئتي عام قادمة.
وينبغي ألا نغفل عن الطاقة الهائلة التي تحويها الكرة الأرضية في باطنها وطاقة الالتحام النووي التي تعتمد على تفاعل الهيدروجين والتريتيوم، ويتسبب التحام رطل واحد من مزيج الهيدروجين والتريتيوم في تولد طاقة تعادل طاقة 10000 طن فحم.
وقد أثبتت الأبحاث إمكانية استخدام تلك البدائل عمليًّا، ونحن نتوقع أن يتوافر معظمها تجاريًّا بحلول عام 2000م أو 2050م كحد أقصى.
الفكرة من كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
ضمت سبعينيات القرن الماضي ضربات قاصمة، تجارب مميتة وتكنولوجيا مدمرة وموارد محدودة وأفواهًا جائعة تتزايد باطراد، وعلى الصعيد السياسي ظهرت حركات تحرر وسباقات تسلح وحرب نووية يوشك أن يُشعَل فتيلها، واكتملت الظلمة بأزمة البترول التي افتعلها العرب، أو هكذا يرى الكاتب.
هذا التسلسل السريع للأحداث عدَّه البعض جرس إنذار لإقناع العالم بتغيير وجهته، وعدَّه الآخرون مجرد خوف مفرط ومبالغة في الحذر، وكان كاتبنا من النوع الأخير.
الكتاب أصدره معهد هدسون في السبعينيات إبان احتفال أمريكا بمرور مئتي عام على استقلالها، يبدي وجهة النظر الأمريكية على المخاطر التي شغلت الرأي العام تلك الفترة، كمخاطر النمو السكاني والتكنولوجي ونفاد الطاقة والموارد الطبيعية وتلوث البيئة.
مؤلف كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
هيرمان كان: عالم فيزيائي ورياضي ومؤسس ومدير معهد هدسون للأبحاث.
وليام براون: عالم فيزيائي درس في جامعة كاليفورنيا، متخصص في الاستراتيجية العسكرية ومهتم بدراسات الطاقة وموارد البيئة.
ليون مارتل: عالم سياسة درس العلاقات الدولية والسياسة السوفيتية في جامعة هوفتر، وله تجربة في المخابرات العسكرية والسياسة، ومهتم بدراسات الأمن القومي الأمريكي.
معلومات عن المترجم:
شوقي جلال: تخرج فـي كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1956م، وترجم للمكتبة العربية أكثر من اثني عشر كتابًا في الفلسفة وعلم النفس، وله عدة أعمال منها:
بافلوف وفرويد.
الأصوات والإشارات.
إفريقيا في عصر التحول الاجتماعي.