هل ندرك مدى تأثير العاطفة في قراراتنا؟
هل ندرك مدى تأثير العاطفة في قراراتنا؟
لن نخفي حقيقة أن المشاعر والعواطف تؤدي دورًا قويًّا في عملية اتخاذ القرارات يكاد يتخطى الحقائق والأرقام، لذا لا تعتمد فقط على المنطقية التامة دون التفاعل واللجوء إلى المستوى العاطفي، وقد حدَّد الكاتب أربع أدوات تساعد على جذب مشاعر المستمعين، أولاها استخدام الوصف المفعم بالحيوية، بمعنى أن تعطي مثالًا عن شخص يعاني مشكلةً ليتعاطف المستمع معه ويكون حلُّها فكرتك، ثم أداة استغلال قوة المجاز اللغوي والاستعارات القوية، وكمثال عندما يتحدث المدير عن صفقة تجارية مثلًا فيشبهها بالحرب إذ يقول: “يجب ألا نستسلم، علينا حماية نصيبنا في السوق”، وبالطبع لا تنسى كذلك التشبيهات التي تحمل بعض الفكاهة، والأداة الأخيرة هنا هي القصص، فلا شيء أفضل من أن تبدأ حوارك بقصة تلمس مشاعر المستمعين، فعلى سبيل المثال: إذا كنت مسؤول مبيعات وستقدم عرضًا للمستمعين، فقم بتجهيز قصة حقيقية لها أبطالها وأحداثها وتتشابه مع ما ستطرحه.
وعليك كذلك اتخاذ أسلوب الحث الذاتي لجمهور المستمعين، ويعني ببساطة أن تدفع المستمعين إلى حث أنفسهم على استكشاف الهدف وراء نقاشك ذاتيًّا وبطريقة غير مباشرة، وذلك باستخدام الوسائل المرئية، ثم طرح أسئلة في أثناء الحوار لدفع المستمع إلى التفكير فيها وفي إجابتها، بل يُنصح بطرح بعض الأسئلة المزعجة التي تتعلَّق بالمشكلة والخسائر المتوقعة، وكذلك الأسئلة الاستطلاعية التي تحتمل الإجابة بنعم أو لا.
يُنصح أيضًا بتغيير معدل سرعة إلقائك في أثناء حديثك لخدمة غرضك، فعند عرض الأفكار استخدم العرض البطيء، ثم ابدأ في تسريع ذلك المعدل بإثارة جمهور المستمعين، كما يُنصح باستخدام اللغة الصريحة والواضحة، والابتعاد عن اللغة الغامضة التي تكثر كلماتها.
الفكرة من كتاب حث وإقناع الآخرين
إن الحث هو عملية نستخدمها لتغيير سلوكيات وأفكار الآخرين، أو ربما دعمها في بعض الأحيان، وهو كذلك مهارة ضرورية تستخدم كلًّا من العقل والعاطفة في تحقيق ما نهدف إليه من الناس حولنا عبر جذب انتباههم والتأثير فيهم، ويظهر لنا في حياتنا اليومية مهما اختلفت توجُّهاتنا وتخصُّصاتنا ووظائفنا أننا في حاجة إلى تعزيز مهارة الحث والإقناع لدينا، سواء كنا طلابًا مع معلمينا، أو موظفين مع مديرينا، أو حتى في وظائف مسؤولي المبيعات وتقريبًا كل شيء في حياتنا وحتى المناقشات.
مؤلف كتاب حث وإقناع الآخرين
هاري مايلز: كاتب ومتخصِّص في الأعمال الاستشارية للشركات في مجال استخدام أدوات وأساليب الحث لإتمام الصفقات الأكثر تعقيدًا، والرئيس التنفيذي لشركة “مايلز” المتخصصة في الاستشارات العالمية في مجال التدريب، والتي من أهم عملائها شركة IBM، وشركة أوراكل، وهو صاحب الكتاب الشهير: “فن الحث: كيف تجذب الانتباه وتغير العقول وتؤثر في الآخرين”.