هل من الممكن معرفة مرض الجنين قبل ولادته؟
هل من الممكن معرفة مرض الجنين قبل ولادته؟
لطالما كانت ولادة طفل سليم تمامًا حلمًا للآباء جميعهم، لكن في كثير من الحالات قد يُبتلى الأب والأم بطفل مُصاب بمرضٍ ما ظاهري أو باطني، وللحد من هذه الأمراض في الأجنة سعى العلماء لاكتشاف طرق تشخيصية مبكرة في الأسابيع الأولى من الحمل لاتخاذ ما يلزم سواء بالعلاج أو حتى الإجهاض الطبي للحالات المنصوص عليها طبيًّا.
من تلك الأمراض مرضٌ عصبي ناتج غالبًا عن نقص حمض الفوليك في دم الأم، فيصبح الجنين منعدم الدماغ anencephaly، أو مصابًا بعيوب الأنبوب العصبي neural tube defects، فيتأثر كلٌّ من المخ والحبل الشوكي، والحبل الشوكي يتأثر فيما يعرف بالسنسنة المشقوقة Spina bifida حيث تفشل الفقرات العظمية في الالتحام بالكامل فتترك الحبل الشوكي مُعرَّضًا للضرر والعدوى، وعادةً ما تكون المنطقة المصابة أسفل الظهر مؤثرةً في التبول والتبرز وتؤدي إلى الشلل النصفي في حالات شديدة.
لذلك تم اكتشاف العديد من الاختبارات التي تمكننا من الكشف عن عيوب الأنبوب العصبي أثناء الحمل، كاختبار ألفا فيتو بروتين في دم الأم في الأسبوع الرابع عشر من الحمل، وهو بروتين يتم إفرازه بصورة طبيعية من كبد الجنين، لكن إذا زادت نسبته بصورة غير معتادة فإن ذلك يوحي بأن هذا الطفل معرض للإصابة بأمراض الأنبوب العصبي، ومن المهم الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة الألفا فيتو بروتين ليس بالضرورة أن يشير إلى مشاكل الأنبوب العصبي فقط، وإنما من الممكن أن يزداد في حالات مرضية أخرى كتعدد الحمل أو حالات الحمل العنقودي.
المرض الآخر هو متلازمة داون، وأطلق عليها متلازمة لأنها تشترك في عدة سمات؛ درجة من درجات التخلف العقلي ومشكلات جسدية عديدة على مستوى العينين والأذنين والقلب والأمعاء والغدة الدرقية وأمراض الدم، وبالتالي من المهم محاولة معرفة وتشخيص المرض أثناء الحمل للاستعداد له، عمومًا تم تقسيم اختبارات متلازمة داون لاختبارات غير جائرة non invasive واختبارات جائرة invasive؛ الاختبارات غير الجائرة كالكشف عن بعض المواد الكيميائية والهرمونية كالألفا فيتو بروتين وهرمون الـHCG وهرمون الأستريول وهرمون الببتيد أو الفحص بالموجات فوق الصوتية، أما الاختبارات الجائرة فتتمثل في سحب السائل السُّلي المحيط بالجنين أو فحص المشيمة أو أخذ عينة من دم الجنين وفحصها.
الفكرة من كتاب الحمل
الحمل هو اللحظة التي ينتظرها كل أب وأم، لذا فالأم جديرة بأن تفهم كيف تحدث؟ وماذا قبلها؟ وماذا بعدها؟
يتحدث الكاتب بدايةً عن الأحداث في الدورة الشهرية ومتغيرات الحمل وكيف يتهيأ جسد المرأة لتلك اللحظة، ثم ينتقل إلى الحديث عن الحمل وخطواته بدايةً من تخصيب البويضة وحتى تثبيت الجنين، ثم يذكر بعض الوسائل التشخيصية التي أسهمت في اكتشاف أمراض الأجنة، وفي النهاية يبيِّن خطوات المخاض والولادة بشيء من التفصيل.
مؤلف كتاب الحمل
الدكتور نورمان سميث : استشاري توليد، وخبير متخصص في طب الأجنة والأمومة في مستشفى أبردين للتوليد منذ عام 1986، وهو كذلك خريج كلية الطب في جامعة أبردين.
تدرب في أبردين، وكيب تاون وغلاسغو، له كتابات كثيرة في نواحٍ متعددة للحمل.
المترجم في سطور:
مارك عبود: مالك “ماركتك” للترجمة، مدرب وخبير معتمد في المعلوماتية الإدارية، ومؤسس جمعية سيكلامن الخيرية، شريك في شركة “7 فِتس 7fits”، من أشهر الكتب التي ترجمها: الحمل، آلام الظهر، جراحة التهاب مفصلي الورك والركبة، وكلها من إصدارات سلسلة كتب “طبيب العائلة”.
سلسلة كتب طبيب العائلة: هي سلسلة مميزة من الكتب الطبية السهلة تناقش العديد من الأمراض في شتى التخصصات، من أشهر كتبها: “آلام الظهر”، و”الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف”، و”دوالي الساقين”، و”داء المفاصل والروماتيزم”.