هل سننفجر سكانيًّا؟
هل سننفجر سكانيًّا؟
واكبت معدلات الولادة في مرحلة ما قبل التصنيع في الدول المتقدمة معدلات الوفاة التي تأثرت بالحروب والمجاعات ما سمح بمعدل بطيء للنمو السكاني، وبعد مرحلة التصنيع زاد الإنتاج ونُظمت عمليات توزيع الطعام، فتم تفادي المجاعات وأمراض سوء التغذية ما أدى إلى انخفاض معدلات الوفاة مقارنة بمعدلات الولادة، ومن ثم زيادة سريعة للسكان، ومع تقدم الصناعة شرع الآباء في إنجاب عدد أطفال أقل، إذ تضاءلت الضغوط الدينية والاجتماعية التي تحث على تكوين عائلات كبيرة ما تسبب في نقص معدلات المواليد وكذلك الوَفَيَات، ويعتقد العلماء أن الدول النامية ستبدأ هذا التحول الديموجرافي هي الأخرى ليصل منحنى النمو السكاني إلى مرحلة الثبات، ويصل تعداد السكان إلى 15 بليون نسمة خلال مئتي عام.
وربما تسلك المشكلة منحنًى آخر، فقد يشهد القرن التالي بناء أبنية عائمة فوق سطح المحيط وقد يحدث استعمار الفضاء واستثماره اقتصاديًّا ما يؤدي إلى هجرة واسعة إلى الفضاء.
كما تشير التقديرات إلى ازدهار مُنتَظر في النمو الاقتصادي للدول النامية، فالشرق الأوسط يملك ثروات يمكن بيعها للدول المتقدمة التي تملك رأس المال والتكنولوجيا الكافيين لاستخراجها، كما تملك بعض الدول فائض عمالة يمكن تصديره إلى الخارج.
وعندما يصل العالم إلى مرحلة الصناعة العملاقة ستُنكَر الثروة ويَقنع الناس بنوع الحياة التي يحيونها حتى يصل النمو الاقتصادي إلى مرحلة الثبات، ويصل إجمالي الإنتاج العالمي خلال مئتي عام إلى 300 تريليون دولار، وعائد يصل إلى 20000 دولار للفرد.
الفكرة من كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
ضمت سبعينيات القرن الماضي ضربات قاصمة، تجارب مميتة وتكنولوجيا مدمرة وموارد محدودة وأفواهًا جائعة تتزايد باطراد، وعلى الصعيد السياسي ظهرت حركات تحرر وسباقات تسلح وحرب نووية يوشك أن يُشعَل فتيلها، واكتملت الظلمة بأزمة البترول التي افتعلها العرب، أو هكذا يرى الكاتب.
هذا التسلسل السريع للأحداث عدَّه البعض جرس إنذار لإقناع العالم بتغيير وجهته، وعدَّه الآخرون مجرد خوف مفرط ومبالغة في الحذر، وكان كاتبنا من النوع الأخير.
الكتاب أصدره معهد هدسون في السبعينيات إبان احتفال أمريكا بمرور مئتي عام على استقلالها، يبدي وجهة النظر الأمريكية على المخاطر التي شغلت الرأي العام تلك الفترة، كمخاطر النمو السكاني والتكنولوجي ونفاد الطاقة والموارد الطبيعية وتلوث البيئة.
مؤلف كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
هيرمان كان: عالم فيزيائي ورياضي ومؤسس ومدير معهد هدسون للأبحاث.
وليام براون: عالم فيزيائي درس في جامعة كاليفورنيا، متخصص في الاستراتيجية العسكرية ومهتم بدراسات الطاقة وموارد البيئة.
ليون مارتل: عالم سياسة درس العلاقات الدولية والسياسة السوفيتية في جامعة هوفتر، وله تجربة في المخابرات العسكرية والسياسة، ومهتم بدراسات الأمن القومي الأمريكي.
معلومات عن المترجم:
شوقي جلال: تخرج فـي كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1956م، وترجم للمكتبة العربية أكثر من اثني عشر كتابًا في الفلسفة وعلم النفس، وله عدة أعمال منها:
بافلوف وفرويد.
الأصوات والإشارات.
إفريقيا في عصر التحول الاجتماعي.