هل سنترك أحباءنا في الماضي؟

هل سنترك أحباءنا في الماضي؟
ماذا بعد؟ هل سأنسى فعلًا؟ هل سأتابع حياتي؟ هل سأخلع خاتم الزواج؟ هل سأتبرع بملابسها؟ هل سأدمج اسمه بكلمة “كان” في كل جملة أنطق بها؟

لا توجد إجابات صحيحة أو خطأ عن هذه الأسئلة، فكل شخص له طريقته الخاصة في التعامل مع الحزن والألم، ولا يوجد موعد محدد أو مدة معينة لفعل هذه الأشياء، وإنما يرجع ذلك إلى رغبتك أنت ومقدرتك وشعورك.
فقد تريد أن تحتفظ بخاتم الزواج ذكرى لشريكك الذي فقدته، أو قد تريد أن تخلعه وتعد ذلك خطوة للتقدم في حياتك، وقد تريد أن تحتفظ ببعض ممتلكات الشخص الذي مات لكي تشعر أنه ما زال معك، أو قد تريد أن تتخلى عنها لأنها تذكرك بأنه رحل عنك، وقد تريد أن تنسى ما حدث لك، أو قد تريد أن تحافظ على ذكرى من تحب.
لا تخف من أي من هذه الخيارات، ولا تشعر بالذنب أو الخجل منها، ولا تخف من أن تتحرك أو تتغير، فهذا لا يعني أنك نسيت الشخص الذي مات أو أنك تخليت عنه، بل يعني أنك تحاول أن تتأقلم مع الواقع الجديد، الواقع الذي فرضته عليك هذه التجربة، والواقع الذي ستكتشف فيه أن الألم والحزن أصبحا جزءًا منك، جزءًا مساويًا للحب، وهو الواقع نفسه الذي ستحمل فيه ثلاثتهم -بشيءٍ من الخفة- طالما حييت، لأنهم لا يمثلون تجربتك فحسب، ولا لأنهم أعمق الروابط التي تربط بينك وبين ما فقدت، بل لأنهم -شيئًا فشيئًا- أصبحوا امتدادًا لك، ولا يمكنك إلا أن تحمل نفسك بخفة.
الفكرة من كتاب لا بأس إن لم تكن بخير: مواجهة الحزن والفقد في ثقافة لا تفهم
في الأيام الأولى التي تلي فقدان شخص عزيز عليك، أو الإصابة بإعاقة جسدية أو مرض مزمن، تبدو الحياة من حولك غريبة، كأنك في عالم آخر، لا تجد أي معنًى أو هدف لوجودك بعد الآن، كل ما تراه وتسمعه يذكرك بما فقدت، وبالأحلام والآمال التي انتهت معه، ولا تجد أي تعزية بأي شكل من الأشكال، لا في كلمات من حولك أو حتى كتابات المتخصصين.
لهذا تمد لنا ميجان يد العون، ترشدنا في هذه الفترة بعد أن مرت هي الأخرى بتجربة مماثلة شاهدت فيها شريكها يموت غرقًا، وقضت أعوامًا من الألم والحزن والغضب والوحدة، تكتب لنا عما رَغِبَتْ أن تجده حينها، تكتب لنا عن الحقيقة، حقيقة الفقد، وحقيقة التجاوز، وتقدم لنا التعزية، تحاول ميجان هنا أن تخفف بعضًا من معاناتنا ووحدتنا، وتساعدنا على فهم ما نمر به سيكولوجيًّا، كما تقدم تشريحًا وافيًا لنظرة المجتمع إلى الفقد وكيفية التعامل معه، وتقدم أيضًا نصائح إلى الأهل والأصدقاء الذين يريدون مساندة من يعانون الفقد.
مؤلف كتاب لا بأس إن لم تكن بخير: مواجهة الحزن والفقد في ثقافة لا تفهم
ميجان ديڤاين: معالجة نفسية وكاتبة تهتم بمساعدة الناس على التعامل مع التحديات الحياتية في تجربة الفقد والحزن، لذا أنشأت موقعًا إلكترونيًّا يسمى “Refuge in grief”، حيث توفر الملاذ والدعم اللازم للأفراد الذين يمرون بتجربة الفقد، كما تقدم بودكاست بعنوان “It’s Ok That You’re Not Ok With Megan Devine”، تشارك فيه الحديث مع ضيوفها حول تجربة الفقد والألم والحياة، وقد ألَّفت كتابًا آخر حول الموضوع نفسه، وهو:
How to Carry What Can’t Be Fixed: A Journal for Grief
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.