هل تظن أنه ما من شيء يفيد؟
هل تظن أنه ما من شيء يفيد؟
قد يظن البعض أنه ما من شيء يفيد في التعامل مع هذه المواقف العدائية، وهذا وإن دلَّ فقد يدل على تعرُّض الفرد لمشكلة كبيرة، فإنه من ناحية يريد التخلُّص من هذا الموقف، ومن ناحية أخرى لم يُجدِ أي شيء معه نفعًا إلى الآن، ويرى أنه من الأفضل ألا يعرِّض نفسه لمواقف جديدة، ويتعرَّض للإحباط، وما دام المرء يفكر بهذه الطريقة فلن يفيده أي شيء، ويقع الكثيرون من الناس في هذا الفخ بسبب حبس أنفسهم داخل إخفاقات الماضي، ويشعرون شعورًا قويًّا بأن هذه التجارب ثابتة ولا يمكن تغييرها، وتغيير المرء لطريقة تفكيره سوف تشعره بالراحة، فمثلًا يقول على سبيل المثال: “كرهت أن يقول لي فلان كذا كذا” بدلًا من “أكره أن يقول لي فلان كذا وكذا”.
ولا ينبغي للمرء أن يكره ماضيه، بل يجب أن يهنئ نفسه على خوض هذه التجارب، ويتعلَّم منها، ويستوعب الحاضر، ويخطِّط لمستقبله بناءً على ما يمتلكه من إمكانيات، وإذا كان المرء يشعر بالغضب أو الحزن تجاه الماضي، فلا ينبغي له إضافة الشعور بالذنب أو الخزي، وكل هذه المشاعر في الأساس تكون زائفة، ويجب التعامل معها بصورة صحيحة، وعدم كتمانها، ومن الطبيعي أيضًا أن يشعر المرء بالقلق تجاه العواقب المترتِّبة على أفعاله القديمة، فلا أحد يحب أن يظهر بمظهر الخاسر.
ومن الطرق التي تساعد المرء على التعايش التوقُّف عن تصوُّر السيناريو الأسوأ المبنى على خبرات الماضي، عن طريق التفكير في السيناريو الأسوأ، والأكثر سوءًا، ومحاولة وضعهما في ورقة والتخلُّص منها، ووضع السيناريو الإيجابي المقترح من صديق أو قريب، أو وضع المرء لما يتمناه أمام عينه ويحاول الوصول إليه، وأيضًا توقف المرء عن اعتبار المحيطين به أعداء، وسوف يكفُّون عن التصرف كأعداء، فكثير مما يتنبأ به المرء يتحقق، وطريقة تفكيره تجاه شخص ما، تحدِّد بالطبع كيفية الشعور نحوه، وتصنيف الموقف الصادر من الطرف الآخر بأنه موقف صعب، وليس عدائيًّا قد يخفِّف من حدة ردة الفعل، ويُحسنه.
الفكرة من كتاب العمل مع العدو
يتعرَّض الجميع بلا شك لمواقف عدائية مع الرؤساء، وزملاء العمل، والأقارب، والأصدقاء، والجميع بلا شك يريدون إصلاح هذه المواقف، وتمضية حياتهم في هدوء واسترخاء، فيجمع هذا الكتاب إرشادات لتعليم الناس وتدريبهم على كيفية التعامل مع الأشخاص أصحاب الطباع الصعبة، ويكشف أنواعهم، وكيفية تحويل الموقف العدائي إلى موقف هادئ.
مؤلف كتاب العمل مع العدو
مايك ليبلينج Maik Leibling: مخطِّط بارع يعمل بالتدريب والإرشاد والكتابة، وفي عام 1995ميلاديًّا، أنشأ مؤسسة Strategy Strategy TM التي تهدف إلى مساعدة الموظفين والمؤسسات على التصرف في أثناء المواقف الصعبة، وعمل مدير مؤسسة التخطيط الاستراتيجي الدولي، ولديه العديد من مؤلفاته:
How People Tick
The A_Z of Learning
Creativity in Education.