هل تتناقض أنواع الذكاء؟
هل تتناقض أنواع الذكاء؟
هل سبق وسمعت فردًا يصف نفسه بالبراعة في اللغات، لكنه كاره للرياضيات، أو يجد صعوبة في تعلُّمها؟ أو سمعت آخر يقول إنني أجيد الحفظ ولا أجيد الفهم، أو العكس؟ هل إذا امتلكت نوعًا من الذكاء فقدت الآخر؟
إن أنواع الذكاء لا تتناقض، بل على العكس تمامًا، يتضافر كل نوع لإنماء أخيه، وهذا ما نجده في الذكاء الكلامي، فإنه إذا نما يُنَمِّي معه جوانب الذكاء المتنوعة، من إبداعي، وعددي حسابي، ومكاني، واجتماعي، وجسدي، فعندما تطور من ذكائك فأنت بالضرورة تشحذ خيالك وتقويه.
فالذكاء اللُّغوي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكاء العددي أو الرياضي، فكلاهما يحتوي على أبجدية أساسية كالحروف في اللغة، والأرقام في العددي، كما تُدمَج هذه الأبجدية لتكوّن مجموعات كالجمل في اللغة، والمعادلات في العددي، وكلاهما يعد أحد المكونات الأساسية لاختبارات الذكاء النموذجي، فهما يحفزان العقل على إنشاء روابط، مما يدفعه إلى الابتكار والإبداع، فيعمل كل منهما على تنمية الآخر.
كذلك يرتبط الذكاء الكلامي بقدرتك على الوصف وإدراك المسافات والعلاقات في حيزٍ ثلاثي الأبعاد، وبإمكانك تطوير كلٍّ منهما من خلال خرائط العقل التي تعد عملية استرجاع من خلال ربط الكلمات والخيال في أثناء التعلم، كما أنها تمنحك القدرة على المواءمة بين وظائف نصفي المخ.
كما أن اللغة تساعد على زيادة الإبداع، فهي تساعدك على شحذ خيالك، من خلال الربط والمواءمة بين الألفاظ، فتخلق صورًا عدة للأحاسيس والمشاعر كذلك.
أما عن عَلاقاتك الإيجابية بأقرانك من البشر فهي متأصلة بذكائك اللُّغوي، وكيفية استخدامك للمفردات، وإيضاح المعانى.
وأخيرًا الذكاء الجسدي، وهو قدرتك على معرفة جسدك، والتحكم فيه، وهذا مرتبط كذلك بالذكاء اللُّغوي إذ إن انتصاب الجسد يساعد على إيصال رسالتك بصورة أوضح للمتلقي، وبهذا تترابط جميع أنواع الذكاء ويدعم بعضها بعضًا في إنماء ذاتك.
الفكرة من كتاب قوة الذكاء الكلامي: عشر طرق لتحقيق أقصى استفادة من عبقريتك الإبداعية
تعد اللغة حجر أساس التواصل بين البشر، فكلما زادت مفرداتك كنت قادرًا على إقناع الآخرين أو إلهامهم أو على التأثير فيهم، لذا أصبحت الكلمات من أهم العملات الرابحة في “ثورة المعرفة”، وكلما ازدادت حصيلتك اللُّغوية ازداد نجاحك بشكل عام، وحظيت بتواصل أفضل مع الناس.
لذا يعطي الكتاب صورة عن كيفية تطوير اللغة، فيأخذنا في رحلة لاكتشاف عالم اللغة، وكيفية تطوير المهارات اللُّغوية، وذلك من خلال معرفة سُبُل التعلم، وكيفية إنماء المفردات الكلامية، وسُبُل تحفيز الذاكرة، وتطوير الذكاء الكلامي، إذ يعتبر الذكاء الكلامي هو القدرة على التلاعب بالحروف ودمجها وتجميعها من أجل تكوين جُمَل وكلمات متنوعة، ويُقَيَّم مستوى هذا النوع من الذكاء من خلال حجم الكلمات التي تستخدمها ومقدارها وقدرتك على رؤية العَلاقات المختلفة التي تربط بين الكلمات.
مؤلف كتاب قوة الذكاء الكلامي: عشر طرق لتحقيق أقصى استفادة من عبقريتك الإبداعية
توني بوزان: المشهور بأستاذ الذاكرة، كاتب ومؤلف في علمَي النفس والتنمية البشرية، يرأس مؤسسة Brain Foundation، وهو منشئ مؤسسة Brain Trust Charity ونادي Use your Brain.
نُسِبَ إليه وضعه لخرائط العقل، وهي عبارة عن أداة للتفكير متعددة الأساليب لتقوية الذاكرة، وهو كذلك مؤسس مسابقات العالم للذاكرة التي تعد حدثًا مهمًّا في الأوساط الثقافية والرياضية العالمية، وافته المَنِيَّة عام ٢٠١٩م، وقد ترك سِجِلًّا ضخمًا يحوي أعمالًا بديعة منها:
كتاب استخدم عقلك.
كتاب تحكم بذاكرتك.
كتاب العقل أولًا.
القائد الذكي.