هل بدأ نجم الولايات المتحدة الأمريكية بالأفول؟
هل بدأ نجم الولايات المتحدة الأمريكية بالأفول؟
ترتكز زعامة الولايات المتحدة للعالم على ثلاثة أعمدة رئيسة: الأول قوة الاقتصاد، والثاني القوة العسكرية، أما الثالث فهو الاحتكار التكنولوجي، فمتى تهدَّمت تلك الأعمدة سقطت الهيمنة الأمريكية عن العرش العالمي، وقد بدأت بالفعل تلك الأعمدة بالتآكل منذ زمن، فبالنسبة إلى الاقتصاد الأمريكي فهو يعاني الآن مشكلات مزمنة، وقد أتت الأزمة المالية لتعمِّق تلك المشكلات خصوصًا مع المنافسة الشرسة للعملاق الصيني الصاعد الذي بات يهدِّد الصدارة العالمية للاقتصاد الأمريكي.
أما بالنسبة إلى القوة العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة فالتجارِب الميدانية أثبتت أن القوة الضاربة للجيش الأمريكي ترتكز بصفة أساسية على المعدات العسكرية ذات التقنية الفائقة التي بدأت تلقى منافسة شرسة، لا سيما من الصين التي تعمل على سرقة المشاريع البحثية للشركات الأمريكية العسكرية، كما أنها تجيد فن الهندسة العكسية للعديد من المقاتلات والمدمرات وحاملات الطائرات وأنظمة التشويش والرادارات والدفاع الجوي، أضف إلى ذلك دخول العديد من الدول نادي القوى النووية، ما أفقد أمريكا بصورة أو بأخرى التفوق العسكري الكاسح.
أما الساق الأخيرة التي ترتكز عليها أمريكا فهي الاحتكار التكنولوجي للشركات الكبرى الأمريكية التي بدأت تتآكل هي أيضًا جرَّاء هروبها من السوق الأمريكي إلى الأسواق الناشئة وعلى رأسها الصين بحثًا عن الملاذ الآمن، فاستغلَّت الصين هذا الظرف الحرج لا سيما مع سوقها الكبير المغري، واشترطت على تلك الشركات أن تتنازل عن الحقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع لصالح الحكومة الصينية، وأن تعمل بدورها على توطين تلك التكنولوجيا المتقدمة في السوق الصيني عبر نقلها للشركات الصينية المحلية، فكل تلك المتغيرات كان من شأنها أن تُفقِد أمريكا هيبتها، وهنا يبرز الخطر الذي يواجه عظمة الولايات المتحدة الأمريكية، فما زالت الأيام حبلى بالكثير خصوصًا مع التخبط الذي تشهده أمريكا اليوم جراء جائحة فيروس كوفيد 19.
الفكرة من كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
تعد الأزمة المالية العالمية هي الحدث المالي الأبرز منذ الكساد الكبير عام 1929، وفي سبيل تحليل كشف الأسباب الحقيقية للأزمة يبدأ المؤلف بنظرة فاحصة للاقتصاد الأمريكي مسلطًا الضوء على مواطن قوته ومشكلاته المزمنة التي تهدِّد عرش سيادته للعالم، ثم يتجه إلى تحليل الأزمة العالمية من جذورها حيث تبدأ القصة من عام 2000، لذا فهو يحمل العديد من الأسرار التي قلما توجد في كتاب واحد.
مرلف كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
جواد كاظم البكري: كاتب اقتصاد، ولد عام 1963 في بابل بالعراق، تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة الكوفة، وحصل على الماجستير في الاقتصاد عام 2000، والدكتوراه عام 2005، وهو حاليًّا يشغل منصب عضو هيئة تدريس بقسم العلوم المالية والنقدية بالكلية نفسها، ونائب رئيس تحرير مجلة “أبحاث عراقية”.
له مؤلفات عدة أبرزها: “أسس توزيع الثروات في الأنظمة الفيدرالية مع الإشارة إلى التجربة العراقية”، و”اكتشاف دورات الأعمال الأمريكية 1955-2003″، و”أزمة المنحدر المالي الأمريكي 2014”.