هل المرأة تساوي الرجل؟
هل المرأة تساوي الرجل؟
من إبداع قدرة الله أنه خلق كل شيء بمقدار وأتى كل جنس في خلقه فطرته وتكوينه الجسدي والنفسي بما يناسبه ويناسب بيئته التي يحيا فيها ويُعمر، وهناك فوارق أثبتها العلم بين الرجل والمرأة جسديًّا ونفسيًّا، فمثلًا كما ذكر الكاتب نقلًا عن إثباتات علمية أن متوسط طول الرجل يزيد عن المرأة بمقدار اثني عشر سنتيمترًا وثقل الجسم عند الرجل متوسِّطه سبعة وأربعون كيلوجرامًا، أما المرأة فلا يزيد عن اثنين وأربعين ونصف، والمجموع العضلي عند المرأة ليس مكتملًا مثل الرجل، وكذلك القلب عند المرأة أضعف وأخف من الرجل، وكذلك حواس الشم والتذوق والسمع واللمس عند الرجل أدق من المرأة ونقطة الإدراك بالمخ عند الرجل أعلى من المرأة، لذا فهي عُرضة أكثر للأمراض وصعوبات الحياة، ولذا هي تحتاج إلى قوامة الرجل مثلما هو يحتاج إلى ممارسة رجولته وحمايتها، فهي بطبيعتها تبحث عن الأمان في الرجل، وهو في المقابل يبحث عن أنثاه ليكوِّن بيتًا مستقرًّا، ومن آثار التمدن الحديث أنه دفع المرأة إلى مجاراة المتغيرات التي طرأت على المجتمع الذي دفعها دفعًا لتتساوى بالرجل وتُقام حروب لتنافسه في مركز عمله ومكانته في بيته والشارع وهكذا، أو الخروج عن المألوف فتخلع حجابها وتتبرَّج لتخرج إلى السوق كعارضة أزياء أو فنانة أو مغنية تُستخدَم كسلعة تتحكَّم فيها قوى مادية أعلى لها أهداف أكثر انحطاطًا، ثم أصبحت تبحث عن التشابهات الجسدية والنفسية بينهما، بل تُزايد أنها تقدر وتستطيع القيام بالمهام الرجولية كاملةً مما جعلها كائنًا مشوَّهًا بلا هوية محدَّدة، أما المرأة المسلمة فهي أسمى من ذلك مكانةً وقدرًا وخُلقًا كما شرع لها الدين الإسلامي من مكانة عظيمة كابنة وأم وزوجة عاملة في بيتها تعلِّم وتُربِّي، حسنة التبعُّل لزوجها متزيِّنة بالحياء وبتعلُّم دينها وفكرها والتربية لتساعدها على تكوين بيت مسلم مستقر.
الفكرة من كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
من مساوئ المدنية الحديثة أنها جعلت العمران هو مركز دوران الأمم حولها ومقياس التقدم الحضاري والثقافي حتى اختزلت الدور التأثيري للفرد في المجتمع، مما حوَّل أفراد المجتمع من إنسان منتج مفكر ومتأمل إلى كائن أشبه بالآلة يتعلم ويُعلم ليصل إلى التقدم الحداثي، ومن عيوب هذا التقدم أنه جعل كمالات تقدُّمه في المظاهر الخارجية مع هدم البناء الأساسي للمجتمع وأولى سلبياته كانت على المرأة، فقد استهدفها في فطرتها ووظيفتها الطبيعية وحوَّلها إلى كائن هشٍّ مادي مشوَّه في أفكاره وفطرته.
مؤلف كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
محمد فريد وجدي: هو عالمٌ موسوعي، وباحث فلسفي، ومفكر وأديب، وأحد أعلام الفكر العربي في القرن العشرين، وُلِد بالإسكندرية عام ١٨٧٥م لأسرةٍ ذات أصولٍ تركية، أكمل دراسته في المدرسة التوفيقية، وتركها والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق، ولكنه سرعان ما هجرها هي الأخرى لأنها لم تُرضِ طموحه الوثَّاب نحو علياء العلم، وقد خاض غمار المُعْتَرَكِ الصحفى؛ فكتب في الأهرام، واللواء، والمؤيد، العديد من المقالات الأدبية والبحوث العلمية، ما دفعه إلى إصدار مجلة علمية أسماها “الحياة”، كما أصدر مجلة “الدستور” التى تنوَّعت صفحاتها بين الأدب والفكر والاجتماع، كما تناولت بحوثًا تختصُّ بالفكر الإسلامي، كما أشرف على تحرير مجلة الأزهر لعدة سنوات، وأصدر كتاب “المرأة المسلمة” ردًّا على أفكار قاسم أمين التي خالفت في بعضها الإسلام، وله مؤلفات عديدة منها: “المدينة والإسلام”، و”من معالم الإسلام”، و”الوجديات”، و”في معترك الفلسفيين”.