هل الإنسان مخير أم مسير؟
هل الإنسان مخير أم مسير؟
ربما شغل هذا السؤال بالك كما شغل بال الجميع منذ القدم؛ فهذا السؤال وقضيته أزلية لا ينتهي الكلام فيها، ولا الفضول لأنها مرتبطة بحقيقة الإنسان ولغز القدر. لكن ما كيفية معرفة حقيقة التخيير والتسيير وما القول الفصل فيها؟
يقول المؤلف إن عمدة الحكم في ذلك في نظره هو ما يشعر به الإنسان في أعماقه، فتلك الشهادة التي تأتي من الأعماق هي برهان لا يعادله برهان وحجة لا تقف أمامها حجة، فالإنسان يختار في كل لحظاته بين عدة بدائل وأنه يفضل ويوازن ويحاسب نفسه والآخرين، فيفرح إذا أصاب ويحزن إذا أخطأ، وكل هذه شواهد تدل على أن الإنسان يتصرف من داخله، فكل وسائل الإكراه تعجز في جعله يحب شيئًا أو ينكره ما لم يريد هو في نفسه، حتى الشيطان لا يستطيع أن يدخل قلبك إلا إذا فتحت له الباب، وصادف إغراؤه هوى قلبك.
لكن ما مدى حدود هذا الاختيار وكيف يزداد؟ ثم كيف يكون هناك حرية مع مشيئة الرب؟! قد أجاب الغزالي عن هذا التساؤل -كما يوضح الكاتب- فقال: “إن الإنسان مخير فيما يعلم مسير فيما لا يعلم؛ أي إنه يزداد حرية كلما ازداد علمًا”، ولقد رأينا صدق ذلك في حياتنا العصرية وشاهدنا الإنسان الذي تزود بعلوم البخار والكهرباء والذرة يتجول في الفضاء بالطائرات والأقمار، ويهزم الحر والبرد ويسخر قوانين البيئة، ورأينا مساحة حريته تزداد ومجال تأثيره يتضاعف؛ إذن فالحرية حقيقة والاختيار حقيقة.
الفكرة من كتاب القرآن كائن حي
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن اللغة القرآنية وربط القرآن بمجالات الحياة كافة، فيه يقود تذوقنا بأسلوبه السلس الفلسفي العميق المعنى والبسيط لفظًا، ويدفع فينا طاقات التأمل والتدبر في كلمات هذا الكتاب الرباني، فلم يقتصر فيه على لغة القرآن بوصفها لغة معجزة وحسب بل تطرق إلى مواضيع عدة في شتى مناحي الحياة التي كانت وما زالت نراها تتجسد حية كلها في القرآن.
مؤلف كتاب القرآن كائن حي
مصطفى محمود، طبيب وفيلسوف وكاتب مصري، ولد عام 1921 في أسرة متوسطة الحال، تخرج في كلية الطب، وتخصص في الأمراض الصدرية.
تفرغ للكتابة والبحث العلمي، وقدم ببرنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، وهو برنامج يتخذ من الصورة والمادة العلمية والتأمل الصوفي مدخلًا إلى الإيمان بالله.
توفي في عام 2009 عن عمر ناهز الـ88 عامًا.