هل الأمل أصل الخراب؟
هل الأمل أصل الخراب؟
لقد أعاد العلم تشكيل العالم، ولعل أكثر إنجازات العلم هو إدخاله مفهوم النمو، فقد كان الناس قديمًا يعيشون حياتهم بأكملها فلا يتغير شيء، وحينها كان الناس يستمدون الأمل من الروحانيات وغيرها، وعندما ظهر العلم تغير كل شيء، وتحسنت الحياة بشكل مفاجئ، وهذه القدرة على النظر إلى الخلف ورؤية التقدم والنمو الذي حصل، أدت إلى تغيير نظرة الناس للمستقبل، وتوقف اعتماد الناس على المعتقدات الروحانية حتى يستمدوا الأمل منها، ولهذا بدأت مشاعر الأمل بالتضاؤل حول العالم وحلت محلها مشاعر الخوف والقلق من خسارة كل ذلك التقدم والرفاهية.
يمكن للأمل أن ينقذ الحياة، ويمكن للأمل أن يودي بالحياة، فهو قادر على إنهاضنا أو تحطيمنا، والنزاع هو ما يحافظ على الأمل، لأن مصادر الأمل التي تمنح حياتنا إحساسًا بالمعنى، هي نفس مصادر الفرقة والكراهية، والأمل الذي يدخل حياتنا أكبر قدر من الفرحة والبهجة هو نفسه الذي يأتي بأكبر الأخطار، وهذا يعني أن الأمل شيء هادم لأنه يقوم على رفض ما هو موجود، وقد كان نيتشه مؤمنًا بأن علينا النظر إلى ما وراء الأمل والقيم.
وشرح نيتشه نظرته للأمل التي أسماها آمور فاتي والتي تعني القبول غير المشروط للحياة، وأنه يجب على المرء أن يحب ألمه وأن يتقبل معاناته، وهذا يدل على أن الأمل فارغ في نهاية المطاف، وكل ما يستطيع عقلك تصوره محدود من الأساس، ولذا فهو ضار لأنك عندما تقدس الأمل تصبح عبدًا له، ولذا اجعل هدفك أن تتحرر، وتفعل ما ترغب به دون أمل، ولا تأمل في ما هو أفضل، بل كن أنت الأفضل، فسبب خراب كل شيء الآن هو الأمل، ويصعب قبول تلك الحقيقة لأننا نظن أن دون الأمل سنعود إلى السقوط في العدم، وأن هوّة سحيقة سوف تبتلعنا، لكن الحقيقة هي الشيء الوحيد القادر على تحريرنا، وبالنهاية يجب أن يدرك الناس حقيقة أننا سنموت وكل ما نفعله يكاد يكون بلا تأثير على المستوى الكوني، ولأن الناس يخشون هذه الحقيقة لأنها تحررهم، فإنهم يندفعون إلى ارتكاب الحماقات، وعيش الحياة من غير أمل ليست سيئة كما نظن.
الفكرة من كتاب خراب (كتاب عن الأمل)
هل تساءلت يومًا عن ما يجعل الناس يشعرون عن الدوام أنهم أكثر قلقًا وتعاسة، على الرغم من ازدياد حياتهم يسرًا؟ وهل فكرت يومًا أن ازدياد إمكانية تواصلنا مع الناس جعلنا أكثر تباغضًا؟ إننا نعيش زمنًا عجيبًا، فكل شيء صار في متناول اليد، ولكن لسببٍ ما كل شيء يبدو سيئًا لحد فظيع لا يمكن تداركه. في هذا الكتاب يُُحول مارك مانسون أنظارنا إلى العيوب التي لا مهرب منها داخل نفس كل إنسان منا، وكيف أن الإفراط في أشياء جيدة كالإنترنت، وعالم التسلية، وعلاقاتنا بالمال، يأكلنا أحياء من الناحية النفسية. وستجد عزيزي القارئ بداخل هذا الكتاب إجابات لجميع تساؤلاتك عن ما يجعل الحياة جديرة بأن تُعاش، ولماذا نجد أنفسنا تحت وطأة إحساس طاغٍ بانعدام الأمل.
مؤلف كتاب خراب (كتاب عن الأمل)
مارك مانسون: كاتب ومدّون أمريكي، وُلد في تكساس عام 1984، درس وتخرج في جامعة بوسطن، وأطلق أول مدونة له في عام 2009، وتجتذب مدونته على الإنترنت أكثر من مليوني قارئ شهريًّا، ويُعد كتابه فن اللا مبالاة – لعيش حياة تخالف المألوف، من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم.
معلومات عن المترجم:
الحارث النبهان: مترجم سوري مقيم في بلغاريا، حاز على إجازة جامعية في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق، كانت بدايات عمله في الترجمة سنة 1991، وصدر له أكثر من ثلاثين عملًا مترجمًا، من أهمها: رواية 1984 لـ جورج أورويل، كتاب فن اللا مبالاة لـ مارك مانسون، رواية حب وقمامة لـ إيفان كليما.