هل الأمر مُجرد مُصادفة؟
هل الأمر مُجرد مُصادفة؟
يُمكن قطع العلاقات نهائيًّا مع المنحرف سلوكيًّا أو تجنبه خصوصًا إذا كان أحد الوالدين أو المدير أو زميلًا في العمل، كما يُمكن تجنُّب إقامة العلاقة معه من البداية، فهناك عِدَّة سلوكيات وأفكار تجعل من الشخص مغناطيسًا للأشخاص السامين خصوصًا من يعانون اضطراب النرجسيَّة | NPD.
والنرجسيون هم أشخاص يفتقرون إلى احترام الذات والأمان، ويحاولون إخفاء هذا الأمر خلف جدار من الثقة المزيفة، ليس لديهم أي تعاطف ويزدهرون بالحاجة إلى الإعجاب، لذا يصنعون ذاتًا مزيفة تجعلهم يبدون أشخاصًا ساحرين لتنجذب إليهم الضحية، وبعدما يتمكنون من اختراق حدودها والوصول إلى نقاط ضعفها وتعاطفها، ويجدون سبيلًا إلى استغلال الضحية وإظهار الجانب البارد، فكلما يوجهون إلى الضحية مزيدًا من الإساءة يعززون من مشاعر النرجسيَّة لديهم ومن مشاعر الشك والتقصير لدى الضحية.
ولضمان عدم الوقوع تحت رحمتهم هناك سلوكيات بارزة ينبغي تجنُّبها، كعدم التصالح مع الماضي، المكان الذي يأتي منه مُعظم الألم والتخبط، واللهث خلف رضا الآخرين على حساب مخالفة الدين والقيم واحترام النفس، فمن الآن وصاعدًا رضا الله أولًا ثُمَّ رضا النفس، ولا مزيد من لعب أدوار مزيفة كدور المنقذ الذي يُعد مغناطيسًا للشخصيات النرجسيَّة، فالمنقذ يتحمل مسؤوليات وأعباء الآخرين، والنرجسي يستغل هذا من أجل تلبية رغباته، كما يستغل عدم احترام الفرد لذاته وشعوره بعدم الاستحقاق ليلعب على وتر النقص باستخدام الألاعيب النفسيَّة وأنماط الانحراف النفسي من أجل أن تبذل الضحية كل ما في وسعها لنيل رضاه، ويستغل سعي الضحية الدائم إلى البحث عن الكمال، لأنه يُدرك أن هذا السلوك نابع من عدم الثقة بالنفس وخوف الفشل، أو عدم كره الصدام والمواجهة وتقبل الظروف غير المناسبة، لأن هذا يعني الاستسلام ومواجهة سلوكياتهم بحثًا عن السلام النفسي.
الفكرة من كتاب تعافيت.. طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية
“تغافل لكي تستمر الحياة”..
“هكذا هي الحياة”..
“لا أحد سعيد”..
هذه عينة من المُثبطات التي تُستخدم للبقاء في العلاقات السامة، فالطبيعة البشريَّة تُفضل البقاء في منطقة الأمان الضيقة | comfort zone بدلًا من السعي إلى التغيير، وتنتظر أن تتغير الأوضاع وحدها دون تدخل، لكن كما وعد الله -عز وجل- في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾، وأولى خطوات التغيير هي خطوة استكشاف البذور المُسرطنة التي غُرست في العقول منذ الطفولة، وكيف تحولت تلك البذور إلى أفكار وسلوكيات وأدوار مُشوهة جعلت من ذويها فريسة سهلة للإساءة والاستغلال.
مؤلف كتاب تعافيت.. طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية
علي موسى: كاتب وخبير العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع – لا مزيد من الخذلان.
الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية.