هل أنتَ محترق؟
هل أنتَ محترق؟
هناك متلازمة تُسمَّى متلازمة يوم الأحد، التي تُعبِّر عن الشعور الكئيب الذي ينتاب الشخص وهو يترقَّب العودة إلى العمل بعد العطلة، يقول الدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله: “أحبُّ يوم الخميس، لأن غدًّا الجمعة إجازة، والغريب أن الجمعة لا يكون ممتعًا، لأنك تقلق بخصوص السبت”، فبدلًا من أن ينعم المرء بالرَّاحة، ينتابه الفزع بسبب عودته إلى العمل وكأنه أسير!
وهناك علامات تساعدك على تحديد الدرجة التي وصلت إليها من الاحتراق، منها ما هو متعلِّق باضطرابات النوم والتعب الزائد أو الميل إلى العزلة، والإفراط في العمل.
وهناك علاقة واضحة بين الملل والاحتراق، كما أن هناك أنواعًا عديدة لهذا الملل الذي يصيب الإنسان أخفُّها هو ملل اللامبالاة، الذي يُشعِر الشخص بأنه لا شيء يستحق أن يبذل مجهودًا بشأنه، يريد أن يكون وحيدًا في ملكوت آخر بمفرده، وهذا الملل قد يشبه حالة الاسترخاء الجيِّدة، الذي لا يهتم فيها الشخص إلا أن يكون مرتاحًا، وهناك على العكس ملل الشخص اللامتيقِّن، وهو شخص غير سعيد في حالة الملل وشارد ويشعر بالقيود وعدم الرضا، ويأتي بعده ملل الشخص الباحث عن ذاته وهو شخص نشيط ولكنه متململ، لأنه يسعى لتطوير نفسه وتنمية كفاءته، ويحاول اكتساب الخبرات حتى لو تعرَّض للفشل، وهذا الشخص حتمًا قد وقع في أفضل أنواع الملل، لأن لديه إرادة التغيير، أمَّا أصعب أنواع الملل هو الملل التفاعلي الغاضب، حيث يصل الشخص إلى درجة الغضب والكبت ويكون ناقمًا على حياته ومجتمعه وقد باءت به كل المحاولات إلى الفشل، وهناك نوع أشد خطورة وهو ملل الفتور فترى الشخص قد تراكم عليه الإحباط، ويرى الدنيا من منظور أسود، وربما يصل إلى الاكتئاب إذا تطوَّرت حالته، إنه كالميِّت الذي يمشي على الأرض.
حاول أن تستغلَّ الملل بطريقة إيجابية، وخذ بالأسباب الصحيَّة، فربما يظهر نور الأمل فجأة!
الفكرة من كتاب نادي الاحتراق النفسي
في كثير من الأحيان نشعر أن أبسط المهام أصبحت ثقيلة لا تُطاق، حيث نفقد طاقتنا وفاعليتنا تمامًا، ولا نعلم ما سر هذا الشعور؟ ترى ما الذي حدث فجأة حتى نصل إلى هذه الحالة من الذبول؟
هذا ما يشرحه لنا الكاتب.. وحان الوقت أن نفهم.
مؤلف كتاب نادي الاحتراق النفسي
الدكتور عمرو صالح: مصري الجنسية، وهو مدرس مساعد بقسم الغدد الصمَّاء والسكر بكليَّة عين شمس.
ومن أبرز مؤلفاته: “قواعد الرعب العشرون”، و”هكذا قُتِل زارا”.