هل أخطأ الإنسان حينما بسَّط المسائل؟!
هل أخطأ الإنسان حينما بسَّط المسائل؟!
إن أخطر شيء هو تبسيط المسائل وتلخيص الحياة في نقطة والسعادة في مطلب سواء أكان زواجًا أم هجرة أم أيّ شيء آخر، فعلى سبيل المثال قد بسَّط فرويد النفس الإنسانية تبسيطًا شديدًا، إذ فسر جميع الحوافز بالحافز الجنسي، وقد أخطأ في ذلك وكان سبب الخطأ أنّ الحياة لا تقبل التبسيط، وأنها نسيج متداخل من عدة عوامل وإذا حاولت أن تبسطها فستمزقها في الوقت نفسه.
كان صاحبنا طبيبًا جراحًا، له روح موسيقية مرهف الإحساس، كان يعيش حياة خاملة مع زوجة بليدة الحسّ غليظة الطبع ووصفها بـ”مصارعة الثيران” حتى وجد تلك المرأة الفراشة التي كان يصفها بأنها قطرة ندى أو شعاع فجر، لكنها للأسف متزوجة!
بعد مدة حدثت المعجزة ومات الزوج وتزوجها وعاشا حياة سعيدة حتى حدث ما لم يكن في حسبان الطبيب يجوز لتفاهة الأمر، حيث كانت زوجته مغرمة بجنون السرعة وكانت في لحظات السعادة والنشوة تطلق العنان لسيارتها لتصل إلى ١٨٠ كيلو مترًا في الساعة، وذات مساء وفي أثناء أوقات النشوة قفزت السيارة عدة أمتار في الهواء وسقطت وخرج الطبيب من تحت الأنقاض ليعيش بساقين خشبيتين، وهو الآن يتساءل هل أخطأ الإنسان حينما بسَّط المسائل، وظنّ أنّ حياته مع تلك المرأة ستكون جنة، ولا يطلب شيئًا من الحياة سواها، وهل يصح التبسيط في مسائل معقدة كالقدر؟! ألا تبدو المسائل أعقد مما نتخيل فيأتينا الخير مما نكره وقد يأتينا الشر مما نحب.
الفكرة من كتاب المسيخ الدجال
يتناول الكتاب – بالوصف – أحداثًا تدور آخر الزمان بين المسيخ الدجال والبشر بطريقة روائية ممزوجة ببعض الخيال، ثم ما سيحدث لهذا الدجال بعد القيامة في نار جهنم، ويحكي الكاتب بعض الأحاديث المتخيلة بين الدجال وإبليس والملائكة، ساردًا مجموعة من الحكايات والقصص المختارة، والتي بها الكثير من المعاني والحِكَم التي تبعث على التأمل والتفكر.
مؤلف كتاب المسيخ الدجال
مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
درس الطب وتخرج عام 1953، وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.
ألَّف 89 كتابًا في مجالات شتى، ومن كتبه ومؤلفاته: الوجود والعدم – آينشتين والنسبية – رحلتي من الشك للإيمان.