هكر غزة وكتائب حماس السيبرانية

هكر غزة وكتائب حماس السيبرانية
ينطلق فريق “هكر غزة” من أهداف دينية بحتة، فهم يعلنون أن جهادهم الإلكتروني يهدف إلى نشر الدين الإسلامي والدفاع عنه، وفضح الصهيونية، ومن ثم فهم يهاجمون المواقع اليهودية والصهيونية ومواقع الجماعات المنحرفة عن الإسلام مثل المواقع الشيعية والصوفية والإلحاد، وبناءً على ذلك يوجد فرق بشكل ما بين أفكار فريق غزة والمجموعات السياسية الأخرى مثل “حماس”، فحماس تستخدم الإسلام بوصفه مبدأً توجيهيًّا لها من خلال سرد وطني واضح لإضفاء الشرعية على نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما ترى حماس أن القومية جزء لا يتجزأ من العقيدة الدينية، وأن الإسلام وإقامة الدولة الفلسطينية لا يتناقضان، لكن في حالة فريق “هكر غزة” فإن القومية في مرمى هجماتهم، ويرون أن الولاء عندهم للأمة الإسلامية والدين الإسلامي، ومن ثم لا يستخدمون لفظ “المقاومة الإلكترونية” العلماني، بل يستخدمون لفظ “الجهاد الإلكتروني”، ورغم هذه الاختلافات، فإن تفسير محتوى هكر غزة من الناحية السياسية يشير إلى أن أهدافهم هي نفسها أهداف حماس.

تؤيد حركة “حماس” أي شكل من أشكال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك “الحرب الإلكترونية”، لذا تعمل الحركة على مواكبة التطور التكنولوجي في العالم بما في ذلك العالم الافتراضي، فتعمل على قدم وساق على إضعاف السردية الإعلامية الإسرائيلية من خلال الحرب الإعلامية، كما تمكنت حماس عن طريق اختراقها خوادم وكالة الأمن الإسرائيلي من الحصول على قائمة بأسماء الجواسيس الذين جندتهم إسرائيل داخل قطاع غزة، وقد طورت حماس وحدات “دفاع إلكترونية” لتحديد الفلسطينيين القابلين للتجنيد، وتتوالى الهجمات السيبرانية الفلسطينية والمضادة الإسرائيلية بشكل يكاد يكون لا نهاية له، ولا تنكر حماس أنها تلقت مساعدة من جهات مختلفة في الخارج لتطوير المحاربين السيبرانيين، كما تعترف حركات المقاومة الفلسطينية أنها تلقت الدعم من بعض الحكومات العربية والإسلامية مثل إيران، وتُعد إيران واحدة من الدول المتقدمة في مجال تكنولوجيا الإنترنت وأنشطها على الساحة الدولية.
وعلى كل حال لا تقتصر استخدامات “حماس” للجهاد الإلكتروني على العمليات السيبرانية الهجومية ضد المواقع الإسرائيلية فقط، بل تستخدم التكنولوجيا بالقدر نفسه لدعم المقاتلين في ساحة المعركة من خلال تشفير البنية التحتية والتشويش على وسائل الاتصال الإسرائيلية.
الفكرة من كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
بدأ انتشار الإنترنت العربي على نطاق واسع مع اندلاع ثورات الربيع العربي، واستخدامه أداةً للتغيير الديمقراطي في المنطقة، ولم تكن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بعيدةً عن استخدام الإنترنت، إذ بدأ أول هجوم إلكتروني على الكيان الصهيوني في يناير عام 2012م على يد هكر سعودي اسمه (oxOmar)، الذي هاجم موقع تل أبيب للأوراق المالية وخطوط العال الجوية الإسرائيلية، وتمكن من إبطاء عمل البورصة الإسرائيلية، ونشر أكثر من 400 ألف رقم لبطاقات ائتمان إسرائيلية، وناشد عمر جميع الهكر المسلمين للانضمام إلى معركة الإنترنت ضد الاحتلال الإسرائيلي
وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي. وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي.
مؤلف كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
إيريك سكاريه: ناشط ومحرر في موقع “إنفوفاضة” الإلكتروني المناصر للقضية الفلسطينية. من مؤلفاته:
عن فلسطين: دليل سفر سياسي.
معلومات عن المترجم:
منصور العمري: مترجم وصحفي وناشط حقوقي سوري، حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة لندن، يعمل مترجمًا في “هيومن رايتس ووتش”، حاصل على جائزة PEC وجائزة هيلمان هاميت للكُتاب. من ترجماته:
العميل السري.
اليوم نرمي القنابل وغدًا نبني الجسور.
اعترافات إرهابي.