هشاشة العلاقات

تجعل القيم المادية الإنسان يرى في الآخرين وسيلة للوصول إلى غاياته المادية المحضة، حيث تؤثر القيم المادية سلبًا في طريقة الإنسان في تفاعله مع الآخرين، كونها تتعارض مع العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وينتج عن ذلك ألا يُعير الإنسان أي اهتمام لمشاعر الآخرين ورغباتهم، مما ينشأ عنه هشاشة العلاقات الاجتماعية، وتدنِّي مستوى الصداقة والحب والإخلاص والعدالة والتعاون، مما يقلِّل من القدرة على إشباع الإنسان لحاجاته من العلاقة الحميمية والقرب والاتصال، فعندما يقوم الإنسان بالتركيز على الاكتساب والشراء، والاستهلاك والإنفاق، والتفكير بأسلوب مادي، يجعله ذلك يتعامل مع الناس على كونهم مجرَّد أشياء، لا تختلف كثيرًا عن المنتجات التي يمكن أن تُشترى وتُستخدم، والتي ما إن يمل منها أو يألفها يقوم باستبدالها والاستغناء عنها!

إنَّ الزوج -أو الزوجة- الذي يكون شديد الالتزام بالقيم المادية يصير مستغلًّا لزوجته، ولا يُتوقَّع منه أن يُراعي مشاعرها ورغباتها، وأن يكون مخلصًا وشريفًا ومتسامحًا معها، لذا يترتَّب على ذلك فشل إشباع حاجاته إلى الحميمية والتواصل معها، ولا يتوقَّف ذلك على الزوج فقط، بل يؤثر ذلك في الزوجة أيضًا، فالتقليل من قيمتها وعدم الإحسان في معاملتها يؤدي إلى عدم إشباع حاجاتها، مما يقلِّل من السعادة وجودة الحياة، وذلك يؤدي إلى طلاق محتوم.

حيث لُوحِظَ أن نسبة الطلاق تتزايد في المجتمعات التي يكون فيها مستوى الاستهلاك مرتفعًا، والقيم المادية فيها طاغية، وهذا راجع إلى أن التعبير عن المشاعر أصبح عن طريق الأشياء، فالهدايا صارت هي التعبير البديل عن الحب والتواصل والاهتمام، فلا يجد الزوجان إلا القليل من الوقت ليتشاركاه معًا، وبالتالي في الأوقات الصعبة تظهر الاختلافات والمشكلات.

رغم وفرة الطعام والشراب والمسكن والملبس في عالمنا المُعاصر، والتي تكفي حاجات كل إنسان على وجه الكرة الأرضية؛ فإننا نجد تفاوتًا كبيرًا بين البشر، وتقسيم العالم إلى قسمين: “عالم أول” ينعم بالثروة والرفاهية؛ و”عالم ثالث” ينتشر فيه الفقر والحرمان والصراعات، وهذا راجع إلى انتشار الفلسفة المادية، وثقافة الاستهلاك، حيث يتم الحكم على الإنسان من خلال ما يكسبه من أموال، وما يمتلكه من ملابس وسيارات وما يقدر على شرائه -عمومًا- من أشياء، وكذلك ما يجده من شُهرة بين الناس.

في هذا الكتاب يحاول تيم كاسِر بيان تأثير ثقافتنا المعاصرة للاستهلاك والمادية في سعادتنا اليومية وصحتنا النفسية.

تيم كاسِر Tim Kasser هو أستاذ علم نفس أمريكي، حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة روتشستر، معروف بنقده للمادية وثقافة الاستهلاك، له أكثر من 120 مقالًا علميًّا؛ ومؤلف عدد من الكتب، أهمها: علم النفس وثقافة المستهلك، والثمن الباهظ للمادية.