هزيمة الصليبيين وتحرير القدس
هزيمة الصليبيين وتحرير القدس
بعدما استطاع السلطان صلاح الدين توحيد مصر وسوريا والحجاز والعراق، قرر الانتقال إلى مخططه الأكبر، وهو طرد الصليبيين من البلاد، حيث أراد الاستيلاء على الكرك – خصوصًا بعدما هاجم صاحب الكرك أرناط قوافلَ المسلمين – وعاود في الوقت نفسه مهاجمة عز الدين زنكي صاحب الموصل الذي تحالف مع حاكم أذربيجان ومملكة جبال، وانتهى الأمر بينهما بالتوقيع على معاهدة سلام.
وزحف صلاح الدين إلى طبرية واستولى عليها، فلما علم الفرنج بذلك خرجوا ولاقوه على سطح جبل طبرية الغربي، ودارت معركة شديدة انهزموا فيها، وهرب من تبقى منهم إلى تل حطين، وأُنهِكوا من قلة الموارد والعطش، فلحقهم المسلمون وهزموهم مرة أخرى في معركة عرفت باسم “معركة حطين”، وأُسر الملك الصليبي ومعه أرناط والعديد من قادة الفرنج، وقد قتل السلطان صلاح الدين أرناط بنفسه لما فعله.
ورأى السلطان وجوب فتح مدن الساحل الشامي لتسهيل تحرير القدس، فأكمل مسيره نحو عكا واستطاع فتحها، وأنقذ الأسرى المسلمين بها، وفتح بعدها نابلس وحيفا وقيسارية والناصرة وصفورية وقلعة تبتين المنيعة، وكذلك عسقلان.
ولما تمكَّن من الأماكن المحيطة، قرر أخيرًا التحرك لتحرير القدس، وحاصر المدينة، فدارت معركة شديدة وقت الحصار، انتهت بتسليم الصليبيين القدسَ، وكان ذلك في السابع والعشرين من رجب (ليلة الإسراء والمعراج)، وكان لذلك النصر أثره العظيم في نُفوس المسلمين الذين ابتهجوا بعودة القدس إلى الأراضي الإسلامية والخلافة العباسية.
الفكرة من كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
حينما نتذكر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، يتوقف وعينا عنه عند لحظة انتصاره في معركة حطين واسترداد القدس فقط، ولا ندري أن بداية الصراعات قد بدأت بعد ذلك، بل يرى بعض المؤرخين أنَّ ما حل بعد ذلك لا يقل أهمية عن صعودِه وتوحيده بلاد مصر والشام لاسترداد القدس.
وفي هذا الكتاب الذي يُعدُّ مرجعًا تاريخيًّا لأحد الذين عاصروا صلاح الدين وكانوا قريبين منه، يركز الكاتب على فترة صعود الملك الناصر وفتوحاته ومعاركه، حتى ندرك أن حياته ما كانت إلا للجهاد.
مؤلف كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
أبو المحاسن بهاء بن شداد (1145- 1284): قاضٍ ومؤرخ مسلم، عاصر صلاح الدين الأيوبي ومعاركه، وكان أحد مستشاريه الرئيسيين، عُرف عنه صدق مؤرخاته، ونال ثقة العلماء والمؤرخين.
له العديد من المؤلفات والكتب أهمها:
فضائل الجهاد.
الموجز الباهر.
البراهين على الأحكام.
ملجأ القضاة من غموض الأحكام.