هجوم المغول وقرار الملك الصالح
هجوم المغول وقرار الملك الصالح
في السادس من صفر عام 660هـ اجتمع الملك الصالح ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ مع القائد علم الدين سنجر ورئيس الديوان شهاب الدين أحمد بخصوص خبر مسير المغول إلى الموصل لاستكمال هدفهم انتقامًا لما حدث في عين جالوت، ليشاورهم في ذلك الأمر، وتذكَّر إرسال أبيه له إلى هولاكو في بغداد لتسليمه الهدايا وتجديد إعلان الولاء، حين رأى الهلاك الذي قد حلَّ بالمدينة وأهلها، والذُلَّ الذي عاناه أمام هولاكو بسبب ما فعله بدر الدين لؤلؤ، ورأى أن التاريخ ليس أمرًا من أمور الحساب التي تكفي لفَهمه الحسابات الدقيقة، فأحيانًا قد يكون قرار الإنسان مُضادًّا لكل الحسابات، لكنه في النهاية يخرج بالناس من محنتهم!
وبعد الاجتماع الذي شمل حوارًا طويلًا بين الملك الصالح وقائديه، وبخاصة الخلاف الذي وقع بين الملك الصالح وشهاب الدين، بدأ الملك الصالح باتخاذ قرارات فعلية للخطر القادم، وأوَّل ما قرره هو وضع مراقبة شديدة على المندوب المغولي الذي كان قد أرسله هولاكو في فترة حكم بدر الدين لؤلؤ ليكون عينًا له في البلاد، كما قرَّر طرد المغول من الموصل وتجهيزها لمقاومة الخطر المغولي القادم، وعدم إعلان الولاء أو المهادنة مرة أُخرى.
الفكرة من كتاب المغول
يقف الكاتب عند واحدة من اللحظات المؤثرة في تاريخنا الإسلامي، مُستخدِمًا الأسلوب المسرحي ليسرد أحداث سقوط الموصل وموت قائدها الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ، الذي قرَّر الانتفاضة لدينِه وإخوانه في الدِّين، ولنعلم أن التَّاريخ لا يذكر البطل لما حقَّقه من انتصار، إنما يذكره لما اتخذه من قرار، وكان الصالح خير مثالٍ على ذلك.
مؤلف كتاب المغول
عماد الدين خليل آل طالب: أديب ومؤرخ عراقي، حصل على الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد، ثم حصل على الدكتوراه في التخصُّص نفسه من جامعة عين شمس بمصر، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي.
له عدد كبير من المؤلفات التاريخية والأدبية لا سيِّما في المسرح والقصة والشعر، أهمها:
عماد الدين زنكي.
مدخل إلى الحضارة الإسلامية.
القرآن الكريم من منظور غربي.
الإمارات الأرتقية في الجزائر الفراتية والشام.