هتلر كان سينقذ حياة ملايين المدخنين
هتلر كان سينقذ حياة ملايين المدخنين
كانت ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين هي الأكثر تقدمًا في الأبحاث الطبية خصوصًا التي تتعلق بتأثير التدخين، فقد كان زعيم ألمانيا أدولف هتلر من أشد معارضي التدخين ويراه مؤثرًا في حياة الناس أكثر مما يجب، وبسبب هذا الاهتمام نشر العلماء الألمان ما يزيد على سبعة آلاف دراسة حول تأثيرات التبغ السلبية، وبرغم أن اكتشاف علاقة التدخين بسرطان الرئة تمت بعد ذلك بسنوات عديدة بسبب توقف الأبحاث الألمانية وهلاك معظم العلماء الألمان بنهاية الحرب العالمية الثانية، فإن أبحاثهم كانت البداية الحقيقية التي لو تم البناء عليها لما وصلنا إلى توحش شركات التبغ التي ترفض الآن النزول عن عرشها، مهما قدمت ضدها رسائل الإدانة من العلماء والباحثين.
عندما تبيع شركات التبغ منتجاتها للناس فإنها تبيع منتجًا في غاية الأهمية، ويمكن أن تكون تجارة التبغ ككل متوقفة على وجوده، هذا المنتج هو الشك، فالشركات لم تهتم قط بإيجاد أبحاث -ولو كاذبة- تثبت للناس فائدة التبغ، وإنما تهدف فقط إلى إثارة الغبار من حوله، فلا تعود متأكدًا هل التبغ بالفعل سيؤدي إلى وفاتك أم إنها مجرد مبالغات، فكانت الأبحاث التي مولتها شركات التبغ بملايين الدولارات حتى نهاية القرن العشرين تهدف إلى عدم الوصول إلى أي نتائج، والهدف هو إبقاء التبغ دائمًا في حالة “تحت البحث”، وبالرغم من اكتشاف العلماء ما يكفي لتأكيد أن السجائر تسبب السرطان فإن شركات التبغ ما زالت ترفض وجود علاقة قائمة بين الاثنين، وكلا الطرفين يستخدم الأرقام في دعم حجته.
الفكرة من كتاب الكتاب الأكثر مبيعًا على الإطلاق: كيف تقودنا الأرقام وتضللنا
ما أول شيء لفت انتباهك إلى هذا الكتاب؟ بالطبع إنه العنوان، سوف يدفعك الفضول إلى الاطلاع على الكتاب الذي قرر القراء أنه يستحق تصدر مبيعات متاجر الكتب في هولندا لمدة يعتد بها، وقبل البدء في الكتاب رغبت الكاتبة، من خلال لفت النظر إلى هذا العنوان، بأن ترينا أي مكانة نوليها للأرقام في حياتنا وخياراتنا، فبينما كانت تجري بحثًا حول الفروقات الكبيرة بين الموارد المالية للناس في بوليفيا وتأثيرها في سعادتهم، سألتهم عن الرقم الذي يقدرون به سعادتهم من واحد إلى عشرة، كانت الإجابات تتكرر: واحد، واحد، دون اختلاف مع تغير أسئلة الاستبيان
تسببت تلك الدراسة في تقويض الثقة الكبيرة التي توليها المؤلفة للأرقام منذ صغرها، فلم تستطع اختزال حياة النساء الكادحات اللاتي طرحت عليهن أسئلتها في رقم على مقياس من عشرة أرقام، واكتشفت أن ما يهم هو القصص المختبئة خلف ما نرصده من أرقام. وحاليًّا تحدد الأرقام ماذا نأكل، وأي شيء نشرب، ولمن نمنح صوتنا الانتخابي، ومن نتزوج، وهل سنحصل على الوظيفة التي نريدها أم لا، فتخبرنا المؤلفة من خلال هذا الكتاب أن من الصعب بعد معرفة تلك الأخبار أن نحصن أنفسنا ونتجنب الأرقام تمامًا، فنحن نحتاج إليها بالفعل، لكن نحتاج فقط إلى التمييز بين ما نراه أمامنا من استخدام صحيح للأرقام أو تلاعب، وهل الأرقام في حياتنا بمنزلتها الحقيقية أم لها أولوية في الاختيار والتصديق تسبق العوامل الأخرى المهمة.
مؤلف كتاب الكتاب الأكثر مبيعًا على الإطلاق: كيف تقودنا الأرقام وتضللنا
سان بلو: صحفية هولندية ومحررة حسابية لصالح منصة كوريسبوندانت، حاصلة على الدكتوراه في الاقتصاد القياسي من كلية إيراسموس للاقتصاد.
معلومات عن المترجم:
نور العيون حامد: مترجم ومحقق، له عديد من الترجمات، مثل:
الإصدار الأصفر.
فراشة طوكيو – الحب أو السلطة؟