نِفط إفريقيا
نِفط إفريقيا
وفي بيانٍ لأثرِ النفط بشكلٍ أعمق في الدّول، يُمكنُ ضرب المثل بدولتَي تشاد وسَاوتُومِي وبِرينْسَيب في الصراع النفطيّ؛ انطلقا من المُنطلق ذاتِه: فقرٌ مُدقِع، ونفطٌ وفير، لكنّ النهاية لم تكُن واحدة، ففي دولة سَاو تُومِي وبِرينْسَيب -ثاني أصغر دولة في إفريقيا- كشفت عمليات المسح الجيولوجيّة عن وجود مخزون ضخم من النفط على ساحلها، وبسبب العجز التكنولوجيّ تبنّت الولايات المُتحدة استخراج النفط وبيعه في هذه المنطقة، وأصدرت الدولة قانونًا بموجبهِ وُضعت العوائد النفطيّة في بنك الاحتياط الفدرالي، لكنّ السيطرة على النفط نفسه كانت في يد لجنة من مواطني سَاو تُومِي وبِرينْسَيب، مما حفظها من الانخراط في صراعات عنيفة من أجل الثروة النفطيّة
إذ إنّه في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر بدأ العالم في الاتجاه بعيدًا عن منطقة الشرق الأوسط بُغية الحصول على النفط من مناطق أكثر استقرارًا، ما أدى إلى تفاقم أهمية مُدن غرب إفريقيا، والحِرص على الاستثمار النفطيّ فيها، أمّا في دولة تشاد فقد غرقت في الفقر نتيجة الجفاف الذي أودى بمحاصيل القُطن، وكذلك أودى بثُلث الماشية التي كانت مصدر الدخل الرئيس بعد القطن، وعلى الرغم من اكتشاف النفط في هذه الدولة مُنذ الستينيّات،
فإن الحرب الأهلية حوّلت دفة المُستثمرين بعيدًا عنها، ومن ثم قرر المُجتمع الدولي تبنّي تشاد باعتبارها نموذجًا تجريبيًّا لإخراج عوائد نفط البلاد الفقيرة من قاعِ الفقر، عن طريق إنشاء خط أنابيب جديد يُمكنهُ نقل 225 ألف برميل نفطٍ يوميًّا، وقد نجحت هذه التجربة في تشاد حتى إنّها صُنِّفت من أسرع الاقتصادات نموًّا على مستوى العالم، وعلى العكس ساو تومي، اتخذت دولة تشاد موقفًا قويًّا تجاه ثروتها النفطيّة، إذ انتهى الصراع الحاصِل مع البنك الدولي بانتصار تشاد برئاسة إدريس دِيبي، فاستُقْطِعَت 70% من العوائد النفطية لمُحاربة الفقر فيها، لكن هذه النسبة من العوائد أُنفِقَت في شراء الأسلحة والطائرات والمُدرّعات.
الفكرة من كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
لقد بدأت قِصّتنا مُنذ ملايين السنين في باطِن الأرض، حين بدأت سُنن الله في كونهِ بالمُثول، وأثرت العمليات الجيولوجيّة في الحفريات، حينها تشكلت مادّةٌ تصارعت عليها الدُّوَلُ والأمم، وأثرت في العالم الاقتصادي بشكلٍ بالِغ، حتى أصبحت جميع الدول باختلاف أحوالها الاجتماعية والاقتصاديّة رهينةً لديها، هذا الكِتاب تسطيرٌ للإجابة عن سؤال “كيف وصلنا إلى هُنا؟ وكيفّ أثَّرَ النفط في الاقتصاد العالميّ؟”.
مؤلف كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
روبرت سليتر : مؤلّف بريطانيّ، تخرّج في جامعة بنسلفانيا وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيّة والاقتصاد، وحصل من جامعة لندن على شهادة الماجستير في العلاقات الدوليّة، عمِلَ لدى وكالة الأنباء الأمريكيّة يونايتد برس، ومجلّة تايم الأمريكيّة.
ومن أبرز مؤلفاته:
Soros: The Unauthorized Biography, the Life, Times and Trading Secrets of the World’s Greatest Investor.
Jack Welch & the G.E. Way: Management Insights and Leadership Secrets of the Legendary CEO.
29 Leadership Secrets from Jack Welch.
معلومات عن المُترجم:
مُحمّد فتحِي خِضر: مُترجم، ومُراجِعٌ لغويّ مصريّ، تخرّج في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزيّة عام 1999م، وعمل مع عديد من المؤسسات العربيّة منها: مكتبة جرير، والمركز القومي للترجمة، ومجموعة النيل، وله من الكُتب المُترجمة، مثل: “العادات الذرية”، و”بهجة الحياة البسيطة”، و”ماكينة الأفكار”، و”أخلاقيّات الرأسماليّة”، و”الحرب الباردة”.