نوڤاسين – عصر الآلات الفائقة الذكاء
نوڤاسين – عصر الآلات الفائقة الذكاء
إذا كانت حقبة الإنسان الحديث تتلاشى ونحن الآن نتجه نحو مستقبل يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي، فماذا يعني ذلك؟ وكيف سيبدو العصر الجديد؟ بالاستناد إلى مثال Alpha Zero، يظهر أن للذكاء الاصطناعي القدرة على امتلاك ذكاء لا حدود له، ونتيجة لذلك ستكون الآلات الفائقة الذكاء أذكى بمقدار مليون مرة تقريبًا من البشر، وأكثر قدرة على معالجة المعلومات وإنجاز المهام، وهذا يعني أنه مع تطور ونمو السايبورج، ستحل محل البشر بوصفها كائنات حية ذكية سائدة على وجه الأرض، وهذه هي بداية العصر الجديد “عصر نوڤاسين”، ولأن السايبورج ستنمو في نهاية المطاف بما يكفي لتصميم واستنساخ ذواتها، فإنها لن تحتاج إلينا بعد الآن للوجود، ونتيجة لذلك يمكن أن تحل السايبورج محل البشر بالكامل تقريبًا.
ومع ذلك، بينما نتصوّر هذا المستقبل، يُلاحَظ أن البشر غالبًا ما يتصوّرون أن الكائنات الفضائية والذكاء الاصطناعي تشبههم بطريقة ما -بنية تقليدية تتضمن وجهًا وجسمًا- ولكن هذا الافتراض لا يعتمد بالضرورة على الواقع، بل ينبع هذا من بعض عيوب الإنسان، فمن ناحية قد يكون الأمر شيئًا من الغرور، نفترض أننا بالفعل أعلى كائن حي وأنه لا بد أن ترتبط كائنات الحياة الذكية في المستقبل بنا بشكل أساسي، ولكن توجد إمكانية أيضًا أن يكون الأمر مجرد خوف، فغير المعروف يكون مخيفًا دائمًا، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بفكرة استبدال الآلات بهم، لذلك قد نحاول تهدئة مخاوفنا عن طريق تصوّر كائن حي يشبه الإنسان من الناحية الظاهرية، فربما هذا الشبه الشكلي يجعله يشبهنا من الداخل، فنثق أنه سيتصرف بطريقة تشبهنا، ولكن بغض النظر عن دوافعنا، لا يمكننا بالضرورة زعم معرفة شكل السايبورج في المستقبل، ومن المحتمل ألا يمتلك شكلًا في الواقع.
الفكرة من كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
تكمن إحدى سلبيات التقدم العلمي في أنها تجعلنا ندرك هشاشتنا أكثر من أي وقت مضى، فالتقدم العلمي يضعنا في مواجهة سيناريوهات مرعبة متزايدة، مثل اقتراب كويكب من الأرض، أو ثوران بركان عظيم يغطي الأرض بالرماد والغبار، أو حتى تدمير الشمس لكوكبنا الوحيد. ومن خلال تقدم العلوم، زادت هذه السيناريوهات المخيفة، مما خلق إحساسًا بأن هذه الأحداث جاهزة للقضاء على الإنسانية، ولكن ظهرت بارقة أمل عندما قدم جيمس لوفلوك -مبتكر نظرية جايا- نظريةً جديدة مذهلة حول مستقبل الحياة على وجه الأرض، قال جيمس إن عصر الأنثروبوسين -عصر الإنسان- يقترب بعد 300 عام من نهايته، وقد بدأ عصر جديد بالفعل وهو عصر النوڤاسين.
وفي هذا العصر الجديد ستظهر كائنات جديدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، ستفكر بسرعة 10,000 مرة أسرع منا، وستنظر إلينا كما ننظر الآن إلى النباتات بوصفها كائنات تتصرف وتفكر ببطء يائس، وهو العصر الذي يعيش فيه الإنسان والسايبورج -الآلة الفائقة الذكاء- جنبًا إلى جنب بسلام، لأن لديهما مشروعًا مشتركًا يشدد على نجاتهما، وهذا المشروع هو إبقاء الأرض كوكبًا صالحًا للعيش.
مؤلف كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
جيمس لوفلوك: هو عالم بيئي وكيميائي بريطاني، وُلد في 26 يوليو 1919م، واشتهر بتطوير فكرة “الأرض ككائن حي”، التي وُصِفَت لأول مرة في عام 1969م بما يُعرف الآن باسم “نظرية جايا”، تقول هذه النظرية إن الأرض تشكل كائنًا حيًّا واحدًا يتفاعل مع مكوناتها الحيوية وغير الحية للحفاظ على ثبات الظروف البيئية التي تدعم الحياة.
حاز لوفلوك عديدًا من الجوائز والتقديرات على أعماله في مجال علم البيئة والكيمياء. ومن أشهر كتبه:
Gaia: A New Look at Life on Earth
The Ages of Gaia: A Biography of Our Living Earth
The Revenge of Gaia: Earth’s Climate Crisis & The Fate of Humanity
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
معلومات عن المترجم:
ماجد حامد: ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها:
فلسفة الفكاهة.
الألف دماغ: نظرية جديدة للذكاء.
العمر المديد.. لماذا نتقدم في السن؟ وكيف يمكن أن لا نهرم؟