نهاية حكم الإمام تركي وتولي ابنه فيصل الإمارة
نهاية حكم الإمام تركي وتولي ابنه فيصل الإمارة
انتهى حكم الإمام تركي بقتله على يد ابن أخته، عبد الرحمن آل سعود، واستيلائه على الحكم في عام 1249هـ، وعندما علم فيصل بن تركي باغتيال والده واستيلاء مشاري بن محمد على الرياض، دعا قادة جيشه وبايعوه إمامًا، واتفقوا على استعادة الرياض.
وبينما كان فيصل يعمل على توطيد حكمه، كان محمد علي يسعى إلى التوسع في الجزيرة العربية، فقرر استخدام رجل من آل سعود لتسهيل استيلائه على المنطقة، وجهز جيشًا بقيادة إسماعيل بك تحت اسم خالد بن سعود، أخي الإمام عبد الله آخر حكام الدولة السعودية الأولى.
وعلى الرغم من محاولات فيصل بن تركي لتجنب التصعيد مع الجيش المصري بالهدايا والتظاهر بحسن النية، فإنه لم يحقق النجاح المأمول، وقرر في النهاية مغادرة الرياض باتجاه الأحساء عام 1252 هـ، ما استفاد منه خصمه لاحتلال الرياض بسهولة.
وبعد سيطرة خالد بن سعود وإسماعيل بك على الرياض دون مقاومة، توجها نحو المنطقة الجنوبية من نجد وواجها مقاومة شديدة هناك.
وعندما أدرك محمد علي ضعف خالد بن سعود وحلفائه، أرسل قائدًا جديدًا وهو خورشيد باشا، لمهاجمة فيصل بن تركي، وحينها اندلعت عدة معارك بين القوتين، وانتهت الحرب في رمضان سنة 1254 هـ، وأسفرت عن هزيمة فيصل وتنازله عن الحكم ومغادرته إلى القاهرة.
وبعد استسلام الإمام فيصل بن تركي، بدأ خورشيد باشا بالتوسع في الأحساء ومناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية، ما أثار قلقًا في بريطانيا وأدى إلى توقيع معاهدة لندن في عام 1256 هـ لسحب القوات المصرية من المنطقة.
وبعد انسحاب خورشيد، تمكن فيصل بن تركي، بتدبير من عباس باشا، من مغادرة مصر والوصول إلى جبل شمر واستعادة حكم السعودية.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
اعتاد الباحثون والمؤرخون الذين يدرسون تاريخ المملكة العربية السعودية تقسيم تاريخها ثلاث فترات رئيسة، تبدأ الأولى بمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود في عام 1744م، وتنتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا في عام 1818م، وتُعرف هذه الفترة بـ”الدولة السعودية الأولى”.
أما الفترة الثانية فتبدأ مع نجاح الإمام تركي بن عبد الله في طرد جنود الحامية التابعة لمحمد علي من نجد في عام 1824م، وتنتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1891م، وتُعرف هذه الفترة بـ “الدولة السعودية الثانية”. هاتان الفترتان تشكلان محور البحث والدراسة في الجزء الأول من تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما الفترة الثالثة، التي تبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض سنة 1902م، وتُعرف بالدولة السعودية الثالثة، فهي محور حديث الجزء الثاني من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، تخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1347هـ الموافق 2016م، وصُلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.