نهاية الصعود السلمي

نهاية الصعود السلمي
تُعد الصين الأقل عدوانية من بين القوى العظمى، وقد حاولت اللحاق اقتصاديًّا بالدول الصناعية بعد ثورة 1949م، لكنها مرت بسنوات من الحروب الأهلية، حتى وفاة زعيمها مَاو تسِي تُونْغ Mao Zedong عام 1976م، وخلفه نظام بيروقراطي مناهض للرأسمالية، أدى إلى ظهور جيل جديد مُتأثر بالثورة الثقافية ومُتَطلع إلى الديمقراطية، وعبر هذا الجيل عن نفسه من خلال احتجاجات ميدان تيانانمن عام 1989م التي قُمعت بوحشية، وليتجنَّب النظام الحاكم ما حدث في الاتحاد السوفيتي، سعى وراء شرعية جديدة من خلال تحقيق التنمية الاقتصادية بوسائل رأسمالية، وبالفعل شهدت الصين نموًّا اقتصاديًّا سريعًا، لكنه كان مصحوبًا باتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، واحتكار الرأسماليين البيروقراطيين أكثر قطاعات الاقتصاد القومي ربحية.
لم يعرقل قمع الاستثمار النمو الاقتصادي، إذ توسع القطاع الخاص بشكل كبير على مدى الأربعين عامًا الماضية، فالبيروقراطية الصينية اختارت التوسع التدريجي للسوق، وتجنبت حدوث العلاج بالصدمة الذي خرب روسيا ما بعد السوفييتية في التسعينيات، كما احتاجت إلى ظروف سلمية، لذا اكتفت منذ الثمانينيات بدور متواضع في العلاقات الدولية مقارنة بحجمها ومكانتها العالمية، وكان قادة الصين يتطلعون إلى عالم يقوم على المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، مبادئ التعايش السلمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكن الولايات المتحدة لم تسمح بتسوية سلمية لمسألة تايوان من قِبَل الصينيين أنفسهم، وظلت تمد تايوان بالأسلحة لإعدادها للحرب ضد الصين، مما جعل الصين تشعر بالاستفزاز.
لذا قرر شِي جِين بِينغ Xi Jinping، الذي تولى رئاسة الصين الشعبية منذ عام 2013م، إنشاء مشروعين متكاملين رئيسين، بناءً على القوة المالية الضخمة للصين وخبرتها في تطوير البنية التحتية، بهدف إنشاء شبكة اقتصادية إقليمية وعالمية تتمحور حول الصين بدلًا من الولايات المتحدة أو اليابان أو الاتحاد الأوربي، وهما مبادرة الحزام والطريق، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، كما عمل على تقليل اعتماد الصين على الولايات المتحدة، تجاريًّا وتكنولوجيًّا، وتوطيد علاقة صداقة قوية مع روسيا قائمة على المنفعة المتبادلة.
الفكرة من كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
شهد العالم حربًا باردة بين موسكو وواشنطن طوال فترة امتدت من أعقاب الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدا ظاهريًّا أن الحرب الباردة انتهت، لكن ما يشهده العالم من أحداث، يدل على أنه أعيد إطلاقها بصيغة جديدة، وهذا الكتاب يسرد تسلسل الأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ليوضح كيف وصل العالم إلى ما هو عليه الآن.
مؤلف كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
جلبير الأشقر: باحث لبناني، وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، وُلِد في نوفمبر عام 1951م بالسنغال، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1991م من جامعة باريس، ونُشِرَت له عِدَّة مؤلفات، منها:
صدام الهمجيات: الإرهاب، الإرهاب المقابل والفوضى العالمية قبل ١١ أيلول وبعده.
الشرق الملتهب: الشرق الأوسط في المنظور الماركسي.
انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراضٌ مَرَضية.
معلومات عن المترجمَيْن:
عُمر الشافعي: مترجم مصري، وباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، ترجم عدة مؤلفات، منها:
الشعب يريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية.
قاموس الحركات الاجتماعية.
عُمر فتحي: مترجم مصري، مهتم بالفلسفة والعلوم الإنسانية، ترجم عدة مؤلفات، منها:
محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري.
دستور الحرية.





